الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي، موسوعة الأدباء موثق بداياتهم وكاتب سيرهم، من ذا الذي يستطيع وفاء هذا الكاتب الرائد ويكتب سيرته بشغف وحماس كما كتبها لأدبائنا، وقد حفظ تاريخهم، ووثق مؤلفاتهم، وحقق في تاريخ بداياتهم وتحولاتهم. الأستاذ القشعمي صاحب الإصدارات والمؤلفات التاريخية والوثائقية التي تحفظ لأدبنا و أدبائنا تاريخهم، كان له الفضل، بعد الله، في توثيق تاريخ الأدباء من خلال تسجيل مرئي يحفظ هذا المشروع، الذي يوثق سير الأدباء بأصواتهم وصورهم، وهو مشروع أدرك به من روادنا بتوثيق سيرة حياتهم، القلة وأدرك الجيل الذي تلا جيل الرواد وقد كانت له جهوده الحثيثة في تسجيل الكثير من اللقاءات مع أدبائنا، ومنهم الأساتذة عزيز ضياء، محمود عارف، محمد حسن فقي وغيرهم، إضافة إلى أدباء ما بعد الرواد ونجح في تسجيل العديد منهم، ولمس كل الأدباء حرصه ومتابعته لهم خلال المناسبات التي يشاركون فيها فيغتنم فرص تواجدهم في الرياض ليثري مكتبة الملك فهد الوطنية بتسجيلات حية ترصد مسيرة وسيرة الأدباء. بلغت مؤلفات هذا الأديب الموسوعي الذي اهتم بتوثيق البدايات في الأدب السعودي وأدبائه وفي رصد تحولات المشهد الثقافي، وبلغت مؤلفاته نحو الثلاثين مؤلفاً أثرى بها المكتبة العربية وتعد من المراجع المهمة التي لا نستغني عنها في كتابة وتدوين ما له علاقة بتاريخ أدبنا وأدبائنا، والاعتماد على المعلومات الصحيحة والدقيقة التي يتوصل فيها خلال رصده وتدوينه للحقائق التي كان يلتقطها ويسعى باحثاً في الحصول عليها من خلال تنقلاته وسفرياته بين بغداد ودمشق وبيروت والقاهرة. وله علاقاته الواسعة بالأدباء من رحل منهم ومن بقي يشهد بنزاهة فكره وصدق قلمه. لن أفي أبا يعرب، في هذه العجالة، حقه في الإشادة به وبتاريخ مسيرته وسيرته العامرة بالعطاء والبحث القيم. أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ويجعل عطاءه في ميزان أعماله.