البعد الذي لا يكون والقرب الذي لا يأتي. في كل مرة تقسم حواسي على نسيان وجودك تهزمها الذاكرة ويعود بها الحنين. تعاهدتا عيناي أن لا تراك ولتكون صورتك دائماً الجزء المفقود من الأحجية ولكنك تأبى أن يطمس سواد الغياب حضورك وتنطوي ملامحك بين يدي السنين لتشرق بين أروقة ذاكرتي وتشد وثاق قلبي بكل نبض وتهدم عروش الكبرياء على عتبة الذكرى. تمثل أذناي صمم الفقد ولكن صوتك وأنت تقرأ (والعصر إن الإنسان لفي خسر) أول صوت يعانق بعدي عنك حتى يخيل لي أن كل العالم يحمل نبرة صوتك ويهمس باسمي. رائحة عطرك لم تغب وكأن روحي أقسمت أن لا تنتشي إلا لها لتخون حينها كل مواثيق البعد وتنكث أيمان الفراق ولتضعني أمام كل ما مضى وتحملني إلى ما هو آت.! قيد الحنين إن لم يكن ذلك الذي يكبلك بحب ويغادرك بألم فأنت لا تعرف ماذا تعني لذة الأسر ومرارة الحرية في وطن تعشقه! قيد الحنين.. أنت وأنا وهم.. أطياف ذكرى وحياة..!