نواف بن سعد، أو وجه السعد، كما يحب أنصار ناديه الهلال تسميته، قد يختلف معه المنتمون لناديه، لكنهم لا يختلفون عليه أبداً، قد تسمع من ينتقد عمله، من يشير إلى بعض القصور، لكنك لن تسمع من يقول إنه غير مناسب للنادي، وأنا شخصياً لم أسمع أحدًا من الهلاليين، أو من غيرهم قال هذا. صحيح هناك انتقادات، وهذا حال أي عمل، فمن يعمل لا بد أن ينتقد، ومن يرفض النقد أو يتحسس منه، أو يعاديه حتماً سيفشل، ألم يقل الفاروق وهو سفير نجاح هذه الأمة (رحم الله من أهدى إلي عيوبي). النقد هو عنوان رقي الأمم، ووقود التقدم، ونبراس الظلام، وقائد النجاح، والهلاليون بالذات، مدرسة نجاحهم منذ عهد مؤسس الكيان، كانت قائمة على مواد النقد، وبالتأكيد نقصد هنا النقد البناء المكمل، وليس ذلك النقد المجرح المنقص الهادم. ويظل النقد هو رافد نجاح الهلال ومحركه الأول طوال تاريخه، حتى وإن أصبح النقد مستهجناً ومبعدٌ صاحبه مؤخراً!؟ أعود للحديث عن نواف بن سعد، وأقول هذا الرجل قدم كل شيء بصراحة، وعمل كل المطلوب منه حتى هذه اللحظة وأكثر، فالرجل كان يعمل حتى في إجازة العيد! الكل وقتها كان يحتفل مع أهله وأصدقائه، ويتنقل بين احتفالات العيد، بينما الرجل كان حينئذ يبرم الصفقات، ويتلمس العثرات، ويداوي الجراحات في فريقه، ولا يلام المرء بعد اجتهاده، وهذا هو المطلوب منه بالذات، ولم يقصر فيه، أما الإنجازات والبطولات فهي في علم الغيب وبتوفيق الله وتدبيره، وعندما تعمل بكل جد وإخلاص، لكن النتائج تعاندك، أو تكتب لغيرك، فحينها لن يلومك العقلاء وسيشكرونك وسيعتبرون إخفاقك نجاحاً، نواف مسح كل خطوط فريقه، وبدل حالها، وأصلح شأنها، تعاقد مع حارس عالمي، ومع أفضل لاعب وسط محلي حالياً، وأبقى على ادواردو، وجدد مع دياز، وذلل كل عقبات انتقال خربين وشراء عقده، وتعاقد مع مدافعين محليين مميزين، يشكلان رافداً قوياً لخط الدفاع، وذات الخطوة مع الهجوم بالتعاقد مع مختار فلاتة، وتصدى لمزايدات الشمراني واستغنى عنه، وينوي التعاقد مع مهاجم أجنبي على أعلى مستوى، يخدم الفريق في بطولات الموسم الجديد، محلياً وآسيوياً، وعلى الصعيد القانوني لاحق نواف كل من تطاول وأساء للهلال، وألجمه وأجبره صاغراً على الجلوس على كرسي الاعتذار، في سابقة هلالية لم يسبقه أحد عليها، ومع كل التحركات التي قام بها نواف بن سعد، والتي ألمحنا لنزر يسير منها، حيث إن المجال لا يتسع للإبحار أكثر في إخلاص وعمل هذا الرجل، وإلا فإن له نجاحات كثر فى شتى المجالات والمسابقات الأخرى، لكنه بعد كل هذا يخرج إلى محبي ناديه ويقول لهم (أنا هنا فقط لأخدمكم) أفلا يستحق هذا الرجل الشكر والعرفان بعد كل ما قدم، حتى وإن اختلفنا معه ذات يوم. ** **