لقد أبهجنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمد الله بعمره- بمكرمةٍ عظيمة وأنها ليست بأولى مكارمه ومآثره الجميلة والطيبة النبيلة، فمع اختياره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، الذي جاء معه صدق الوعد من خلال ما شهدته المملكة من منجزات تنموية وقفزات حضارية في عهده الميمون -حفظه الله- فقد ظهر مع هذا الأمر الملكي الأَشَمّ معاني عدة في تلاحم أبناء الأسرة المالكة الكريمة العطرة الأخاذة الذين احتضنوا معادلة التأصيل والتطوير التي نعيش فيها، والذي معها نزداد يقيناً بأنهم ثبتوا على نهج لم يتغيّر، وأن ميزانهم للأمور لم تخدشه الألقاب والحظوات، وأنهم كانوا مدارس قيادة، تخرّجت فيها نخب وخبرات وطنية مالية واقتصادية وإدارية وتعليمية ودبلوماسية رائدة، حيث عبر ذلك الاختيار الأمثل والجميل الأزهر بجلاء عن طموح وتطلعات أبناء الوطن، نظرا لما يتمتع به سموه الأمين ولي العهد الكريم السَخِيّ المِفْضال من قدرات سياسية، وكفاءة إدارية، تجعله خير خلف للأمير محمد نايف بن عبدالعزيز، لقد جاءت هذه البادرة وهذا الأمر الملكي من منطلق شرع الله وسنة رسوله الكريم فقد أخذ بالأسباب الشرعية والنظامية، وفي هذا الأمر الملكي الكريم مراعاة لكيان الدولة المتين واستقرارها حيث راعى هذا الأمر مستقبل هذه البلاد وضمان استقرارها على الأُسس التي قامت عليها هذه الدولة منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- حيث إن هذا الأمر لم يخل من حجم التفاهم بين أفراد الأسرة المالكة من خلال تأييد هيئة البيعة بالأغلبية لهذا الاختيار، وأن المتابع لشخصية سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يلحظ حزمه وكرمه وسخاءه في آن واحد ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات وخاصةً علاج المرضى في الخارج والداخل على نفقته الخاصة وحرصه على دعم العلم وأهل العلم من الطلاب للدراسة وطلب العلم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في داخل المملكة وخارجها على نفقة سموه، وعرف عن سمو ولي العهد النائب الثاني قربه من الشعب واستماعه لهم بكل هدوء و تقبله الأمور بكل رحابة صدر وحكمة والتماسه لحاجة المواطن بشكل مستمر وفي كل وقت، فالأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، أمضى سنوات عدة وأعواماً طويلة وما زال يخدم الوطن والمواطن، وسموه مشهور ببعد النظر والحكمة، والحنكة السياسية والإدارية والتواضع،فهو واسع الاطلاع مدرك للأبعاد، إن ولي العهد يتمتع بشخصية قوية ونفوذ على المستوى الخارجي ويحظى سموه بحب واحترام الجميع على مستوى العائلة الكريمة وعلى مستوى الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي والعالم اجمع، وبعد كل هذا وذاك جدير بموطن الأجداد والعشيرة وطن الخير والمنة، أن يحتفي بولي عهده والذي عُرف بولائه لحكومته، وبانتمائه لوطنه، وبخدمته لكل شبر من ربوع بلادنا على حد سواء، وأكرم به من لحظة اختيار يتوّج بها محمد النبل والوفاء ولياً للعهد العهد الغدق الزاهر الراغد، وحق للمختار أن يعتزّ بما قدّم من خير وحكمة ونماء لهذا الوطن الكبير، والحق أن الحديث عن سموه وعن جوانب سماته الشخصية الكريمة -أعزه الله بنصره- وعن تلك المشاعر التي بالقلوب التي حملت محبته وما يشعر كل مواطن وكل مسلم تجاه هذا الاختيار حديث شيق وماتع، ومحبب للقلوب والنفوس، واستجلاء هذه المكانة والمحبة يتطلب حديثًا طويلاً، ولن نصل إلى الوفاء بما نريد، لكنها هي إشارات عفوية بسيطة ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، حفظ الله الوطن عزيزاً شامخاً عصياً على الأعداء. ** **