أكد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي أن زيارته للمملكة ناجحة بكل المقاييس وقد استغرقت يوما واحدا التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز - حفظه الله ورعاه- وسمو ولي ولى العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- وكبار القادة السعوديين. وقد أعرب العبادي في ختام زيارته للمملكة بتصريح خاص ل»الجزيرة» عن ارتياحه البالغ و سروره الكبير لنتائج هذه الزيارة، مشيرا إلى أنه وجد قلوبا مفتوحة ورغبة جادة وحقيقة للتعاون من قبل الجانب السعودي، موضحا إلى أن لقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز كان مهما وضروريا في الوقت الراهن، وأننا سنرى نتائج حقيقة في الأيام القادمة على أرض الواقع، إن شاء الله، بما يعود بالنفع والفائدة على كلا البلدين، مشيرا إلى أنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سبل تعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية في جميع المجالات بين البلدين، وأنا اليوم وللمرة الأولى أزور السعودية ورأيت كيف يكون خدمة الحرمين الشريفين والاهتمام بالزائرين والمعتمرين هنا، وهذا شيء يشكر عليه أهلنا في السعودية. وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- قد أعرب عن بالغ ترحيبه برئيس الوزراء العراقي الزائر والوفد المرافق له، وقال الملك العبادي «إن قلوبنا مفتوحة وكل الأبواب مشرعة للتعاون مع العراق ومستعدون للمساعدة والتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية، والتجارية ،والحدود ،والقطاع، الخاص ،ورجال الاعمال، وتبادل المصالح ،وزيادة التنسيق في مواجهة الارهاب، والتعاون للقضاء على داعش، وحفظ الامن المشترك وأضاف موجها كلامه الوفد العراقي «اننا سعداء بزيارتكم ،ونقدر جهودكم في محاربة الارهاب وماحققتموه في هذا المجال، متمنيا للعلاقات الثنائية بين البلدين المزيد من التطور. فيما عبر العبادي عن شكره لحفاوة الاستقبال، مؤكدا اننا نسعى لتأسيس علاقة صحيحة ومتينة ونسير بخطوات واثقة ومدروسة، وجئنا اليوم بقلب مفتوح واستعداد للتعاون بعد أن لمسنا من قبلكم انفتاحا كبيرا و اننا لم ننتصر على داعش بالقوة العسكرية فقط،ولكننا كسبنا ابناء شعبنا وتعاونهم عندما لم نميز بين عراقي وآخر، ونحن نحترم التنوع الديني والقومي والمذهبي ونسير على هذا النهج، وعلاقاتنا قائمة على مصالح شعبنا ولانريد ان نكون ضمن سياسة المحاور، ونحافظ في علاقاتنا المتنوعة مع دول العالم المختلفة والمجاورة على استقلال قرارنا، ونتحرى مصالح شعبنا وامننا، مؤكدا على اهمية التعاون ضد الارهاب والقضاء على عصابات داعش الإرهابية. وفي سياق آخر بحث رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بمقر اقامته في مكة مع سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزير التعاون ضد الإرهاب، وتعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة. كما بحث الدكتور العبادي مع الامير محمد بن سلمان فرص الاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة، والصناعة، الى جانب التعاون الأمني، ومواجهة خطر الإرهاب. وأشار العبادي إلى أن المنطقة تشهد مآسي كبيرة يمكن حلها بالتعاون والمساعدة، ويجب ان يكون للأمة العربية والإسلامية دور في البناء والإعمار والتنمية، مؤكدا توجه العراق بأن لا يكون طرفاً في النزاعات، إنما جزء من عوامل الاستقرار والالتقاء. من جهته، ذكر سمو ولى ولي العهد أن لدى المملكة والعراق تحديات ومخاطر مشتركة، وان التطرف مركّب من مجموعة من الأحداث المعقدة منها عدم استقرار بعض الدول، «لكن المملكة متفائلة بعمل العراق وتوجهه وانها ستقطع شوطا مهما من خلال المجلس التنسيقي بين البلدين». وأكد أن «للعراق مقومات للنجاح اكثر من المملكة، ومن موقع متميز وعقول مميزة ونهرين، وان المملكة جاهزة للوقوف معه، اذ لا توجد بينها وبين العراق اية خلافات حقيقية، عادا التعاون بين البلدين يمثل نقطة تحول بين البلدين.