تفاجأ الجميع برحيل الشيخ تركي بن عمر بن ربيعان أمير الفوج العاشر بالحرس الوطني السابق، فقد داهمه هادم اللذات ولم يمهله مرضه الذي ألمَّ به إلا أياماً معدودات وكان وقعه مؤلماً على أسرته ومحبيه وقد صُلي عليه بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض وكان في مقدمة المصلين سمو سيدي نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز - سلّمه الله- وعدد من أصحاب السمو الأمراء وسماحة المفتي وجمع غفير من أسرته الرباعين يتقدّمهم الشيخ عبدالله بن عمر بن ربيعان رئيس مركز نفي والشيخ نايف بن عمر بن ربيعان أمير الفوج العاشر بالحرس الوطني. لقد كان - رحمه الله- رجلاً في القوة والشجاعة لخدمة وطنه ومساعدة المحتاجين، ذا منطق حكيم ورأي سديد محباً لأعمال الخير والسعي لها لا تأخذه في الحق لومة لائم كان متمرساً منذ شبابه على يد والده المرحوم الشيخ عمر بن ربيعان ناقلاً عنه أهم صفاته في الجود والكرم والشجاعة وخدمة الوطن وولاة أمره والإخلاص لهم. وبعد أن تقاعد عن العمل كان يقضي - رحمه الله- أغلب وقته في منزله العامر بالرياض وكان منزله مفتوحاً للجميع يرتاده محبوه وأصحاب الحاجات وشيوخ القبائل ويحرص الجميع على أن يلتقي به وينهل من معين تجاربه وحديثه بخدمة الوطن، وكان لي بعض الذكريات معه فقد تشرّفت بمقابلته عدة مرات كان منها لقائي به في محافظة شقراء وفي إحدى المناسبات في مركز أرطاوي الرقاص وكان له حديث جميل في تلك المناسبة نال استحسان الجميع، فهو شخصية وطنية وإدارية له تجارب غنية ومفيدة. رحم الله تركي بن عمر بن ربيعان صاحب القلب الكبير والشخصية المتواضعة والقوية مع الحق. سيفتقدك أبا عمر محبوك وأسرتك وقبيلتك، ففقدك صخرة حزن جثمت على مساحة الفرح وستغيب بمحياك الباسم وبرأيك السديد وحرصك على قضاء حوائجهم، لكنا لن نفقدك ما دام شقيقك الشيخ المحبوب عبدالله بن عمر بن ربيعان وإخوانك وأبناؤك الكرام في الوجود متعهم الله بالصحة وطول العمر. رحم الله الشيخ تركي وأسكنه فسيح جناته وأكرم نزله، فهو الآن في ضيافة رب العباد أكرم الأكرمين وعزاؤنا لأسرته الكريمة وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن عمر بن ربيعان رئيس مركز نفي وإخوانه وأبناء الفقيد وأبناء أخيه وعلى رأسهم الأخ العزيز الشيخ تركي بن عبدالله بن ربيعان، وعزاؤنا كذلك لكافة أسرة الرباعين وقبيلة عتيبة عامة. وما توافد المعزين على منزله بالرياض من أصحاب السمو الأمراء والمسؤولين وشيوخ القبائل ومحبيه إلا دليل على محبته وقربه من الجميع، فالفقد مؤلم ولكنه للرجال الأوفياء والأنقياء أكثر إيلاماً {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، والحمد لله رب العالمين. ** **