أقيم أخيراً في محافظة عنيزة ملتقى الوراقين الأول الذي يهدف إلى خدمة التراث وتعريف الأجيال به وسط مشاركة حكومية وخاصة متعددة. فقد شكلت المشاركات الحكومية المتنوعة في الملتقى إضافة بالغة لفتت انتباه الزوار، إذ ساهمت في إبراز الطرق المتنوعة في حفظ المطبوعات والعملات وتعريف الزوار على أبرز الطرق لحفظ الورق. وأبان مشرف جناح مؤسسة النقد العربي السعودي منصور الحربي أن مشاركة المؤسسة بتوجيه من معالي المحافظ د. أحمد الخليفي ومعالي نائب المحافظ، مبيناً أن المؤسسة تحرص على المشاركة في المنتديات والمهرجانات الثقافية والتي تهدف إلى نشر الوعي وتثقيف المجتمع حول العلامات الأمنية الموجودة في الأوراق النقدية السعودية التي تعد رمزاً من رموز الدولة، علاوة على توزيع البرشورات الخاصة بالعلامات الأمنية، مؤكداً دور مؤسسة النقد قديماً من خلال أيصال الحجاج في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وعهد الملك سعود الإصدار الأول والملك فيصل الإصدار الثاني والملك خالد الإصدار الثالث والملك فهد الإصدار الرابع والملك عبدالله الإصدار الخامس والإصدار السادس المتداول حالياً في عهد الملك سلمان - حفظه الله. هذا، ويعرف جناح البريد السعودي الزوار بالطوابع البريدية القديمة والحديثة وعرض الأجهزة المتخصصة في كشف الطوابع وتحديد المقاسات، وكذلك عرض أقدم الطوابع البريدية لذكرى الجلوس الملكي والتي تعود إلى عام 1930 للميلاد وطوابع مرور خمسين عاماً على دخول الرياض لعام 1369 هجري، وعرض إصدر الطابع الخاص برؤية المملكة 2030. ساهمت مشاركة المكتبات العامة في إثراء المعرفة والعلم وتعريف الزوار على طرق حفظ المخطوطات وترميمه، حيث أكد مدير إدارة الترميم وتعقيم المخطوطات المشرف على جناح مكتبة الملك فهد - رحمه الله - عبدالله الأحمد أن المشاركة في ملتقى الوراقين الأول هو لتعريف الزوار على الأدوات المتنوعة والمتعددة والتي تسهم في حفظ وإعادة بناء المخطوطات من خلال استخدام الأدوات الكيمائية التي يتم من خلالها تعقيم المخطوطات، إضافة إلى الأوراق التي يتم بها الترميم والأجهزة التي تتعرض له المخطوطة أو الوثيقة خلال عملية الترميم، مؤكداً أن مراحل الترميم تمر على ست أو سبع خطوات، وذلك بحسب حالة المخطوطة أو الوثيقة، وهي بداية تعقم بغاز الأوزن والتنظيف الجاف، وكذلك غسل المخطوطة أو الوثيقة بمادة كيمائية لمعادلة أو إزالة الحموضة ثم تتنقل إلى تنشيف الورق بجهاز دافئ وتتنقل إلى المكبس البارد ثم إلى طاولة الترميم اليدوي ثم إلى المكبس الحار ثم إلى آخر عملية وهي القص والترتيب والموازنة، مشيراً إلى أهمية إبراز عمل الترميم وإيضاحه وتوجيه الزوار بترميم مقتنياتهم لحفظه من الاندثار، لافتاً إلى أهمية أصحاب المتاحف في حفظ مقتنياتهم بأنه يجب أن يتواجد قياس الرطوبة وقياس الحرارة والرطوبة وقياس جهاز الضوء. . من فعاليات اللقاء المصاحبة: البسام يحاضر عن الوثائق وقد افتتح الملتقى سلسلة ندواته المقررة في جدول الفعاليات بندوة جاءت تحت عنوان (الوثائق وأهميتها التاريخية... عنيزة أنموذجاً) والتي قدمها الدكتور أحمد البسام. وقد تحدث الدكتور البسام عن الوثائق وأهميتها البالغة في حفظ التاريخ وتقديمه للأجيال اللاحقة لمعرفة التاريخ وفصوله، مقدماً نماذج من الوثائق المتعلقة بعنيزة وأبرز القصص المتواترة عن ذلك وخاصة فيما يتعلق بجانبي التعليم والتجارة وأبرز ما جاء في ذلك. وعرج البسام خلال المحاضرة التي أقيمت على مسرح الفعاليات المصاحبة على الأسباب التي أدت لتلف الكثير من المخطوطات ومنها عدم الحرص على ذلك، موضحاً بأن الاهتمام بدأ يظهر مؤخراً بالجانب التاريخي وحفظ الإرث الهائل منه. وفي ندوة بعنوان (المخطوطات) تحدث عضو الجمعية التاريخية السعودية وعضو بجمعية التاريخ والآثار بمجلس التعاون الخليجي الأستاذ علي المهيدب عن تاريخ المملكة العربية السعودية وأهميتها وأنها تقسم إلى قسمين مخطوطات خاصة ومخطوطات موجودة بالمكتبات أو الجهات المختصة وعن أهم المكتبات بالمملكة. واشتمل على عرض لنماذج عن المخطوطات وأنواعها مثل الدينية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والتوصيات حيال المخطوطات بالمملكة. هذا، وأوضح المشرف العام الأستاذ مساعد السعدوني أن الملتقى الذي يتتبع مراحل توثيق المعلومة بداءً من النحت على الحجر وصولاً إلى الكتابة على الورق إذ يحتوي على ندوات للمختصين في المخطوطات والعملات والخرائط، إضافة إلى أركان مشاركة للكثير من الأسماء المشهورة في هذا الشأن ومن دول خليجية مختلفة تشمل معارض ووثائق وصحفاً قديمة وطوابع وعملات ومعمل ترميم للورق وركناً للقراءة. ويضيف السعدوني: دون شك أن هذه الفعالية الثقافية عززت من توهج محافظة عنيزة سياحياً والتي فازت مؤخراً بجائزة أفضل واجهة سياحية لعام 2017م وحمل بين طياته أهدافاً وأفكاراً ثقافية نوعية. معبراً عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه لإنجاح الملتقى الذي يعد إضافة للأنشطة في المنطقة على وجه العموم ولجميع العاملين والداعمين. محافظ عنيزة المكلف يزور الملتقى وقد زار محافظ عنيزة المكلف الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم السليم ملتقى الوراقين الأول والذي تنظمه لجنة التنمية السياحية في سوق المسوكف الشعبي. حيث كان في استقباله المشرف العام على الملتقى الأستاذ مساعد السعدوني ورئيس لجنة الأهالي الشيخ محمد القاضي وعدد من أعيان وأهالي المحافظة وفريق العمل. وقد اطلع المحافظ على الأركان المصاحبة مثل ركن دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ومؤسسة النقد العربي السعودي ومؤسسة البريد السعودي، كما شاهد مؤسسة الشيخ ابن عثيمين ومركز بن صالح الاجتماعي وركن النسخ والتجليد بالأحساء ومقتنيات عبدالرحمن العويد وأحمد الوشمي وفوزية الحميضي علاوة على ركن القراءة الذي يهدف لتهيئة الأجواء المناسبة للأطفال ليتمكنوا من القراءة ومسرح الندوات التي نظم خلالها ندوة بعنوان «الوثائق التاريخية» وندوة «المخطوطات». واشتملت الزيارة المركز الإعلامي وركن الضيافة وجلسات الزوار واستراحة الطفل والفن التشكيلي والخط العربي. هذا، وقد أبدى محافظ عنيزة إعجابه بالملتقى الذي يعد إضافة لروزنامة الفعاليات بالمحافظة وأنه يمتاز بكونه يمثل صبغة ثقافية قائلاً: الحقيقة سعدت هذا اليوم بزيارة ملتقى الوراقين الأول والذي يهتم بإيجاد مكان للمهتمين بالمخطوطات والقصاصات القديمة والعملات النادرة، وأعجبني تنوع المشاركات والمشاركين وتعددهم من مختلف مدن ومناطق المملكة مما يؤكد مدى العلاقة المتينة بين أبناء الوطن تحت ظل قيادتنا الرشيدة. وأضاف السليم: نجد دعماً كبيراً من أمير منطقة القصيم في إقامة مثل هذه المناشط الهادفة التي تعود بالنفع لمصلحة وطننا الغالي.