زاملته في مدرسة (البلاد) كان ودودا خلوقا مع زملائه وأحبته ومعارفه شديدا في قلمه الذي ظل يلامس وجدان الناس وهو يبحث لهم عن حلول لمشاكلهم الحياتية، حينما كان الدكتور عبدالله صادق دحلان يترأس مجلس إدارة صحيفة البلاد دعانا إلى داره العامرة حول مائدة عمل ووجبة عشاء ودار النقاش حول تقهقر أقاليم الجنوب أمام سطوة وتقدم أقاليم الشمال، وأدليت بدلوي في النقاش مستأثرا بولايات أمريكا الجنوبية المتأصلة في التخلف عن الشمال ما أثار إعجاب الحضور ومن بينهم محمد الفايدي الذي انكب بعد أسبوع على حزمة أوراقه ليكتب عني في صفحته بمجلة (اقرأ) واصفا شخصي بما لم يقله الشاعر الجاهلي: وفوجئت عند صدور (اقرأ) بأن محمد الفايدي الذي لم تكن علاقتي به قد تعززت فعلا وهو يكتب عني ويمدحني بحيث أرجع التغير الأفضل لصيغة (البلاد) إلى انضمامي لكوادرها الموقرة في قسم (الدسك) المسئول عن الصياغة؛ فلقد كان مثل طائر المطر لا يهدأ ولا يستقيم على فنن بل كثير الحركة ما بين دهاليز القطاعين العام والخاص يتحسس مظالم الناس فيصيغها على حزمة أوراقه التي لا تفارقه ليعكسها على المسئول من خلال أروقة الصحف وكان كثيرا ما ينجح في إيجاد حلول لهذه المشكلات الحياتية اليومية. وكان شجاعا في نقل الحقيقة لا يخشى لومة لائم حتى وصفوه بالمجادل لكن في النهاية كان يثبت أنه لا مجادل بل إنه مجتهد مثابر من أجل الآخرين ولكل مجتهد نصيب.. رحم الله فارس القلم الراحل الأستاذ الزميل الشفاف محمد الفايدي الذي تعلمنا منه شجاعة المواقف وصدق اللسان وتبني مشاغل الناس. وقفة: