ALOKEMEabdualrh@ رحل الكاتب الصحفي محمد الفايدي ابن أملج الحوراء الشمالية.. رحل مسكونا بهموم الناس.. رحل وهو يوزع قلبه بين وجع الكتابة ونبض البسطاء هنا وهناك.. محمد الذي غادر أملج بمنطقة تبوك طفلا صغيرا منتقلا إلى جدة، كبر الطفل ونما وتبرعم القلم والمداد لينطلق في عوالم الصحافة والكتابة وفي طرقات الحياة العريضة، لم يكن محمد الفايدي كاتبا مستثمرا جيدا لقلمه ولاسمه الحاضر في الزوايا الصحفية، بل مر عابرا محافظا على نبل وسمو قلمه حاملا معه هموم الناس محتفظا بنبضهم وبحبهم وبأحلامهم التي ترتفع إلى السماء.. رحل (أبو انتظار) وهو محاط بوجع المرحلة بعد أن تجاوزت رحلته في الكتابة والصحافة أكثر من 50 عاما تخللتها محطات كثيرة وحكايات منوعة والكثير من الألم والقليل من الفرح.. وهو الذي عاش طفولة قاسية، فعند ولادته وقدومه للدنيا توفى والده دون أن يعيه، ثم تزوجت والدته، وبعد تلك الفترة مرت به ظروف صعبة مثل أي طفل يفقد والده وتتزوج والدته.. عمل الفايدي محررا صحفيا في «عكاظ» ثم كاتب زاوية، ثم انتقل كاتبا في أكثر من مطبوعة، (مجلة اقرأ وصحيفة المدينة ومجلة صباح الخير المصرية). اشتهرت زاويته «شيء من حتى» وكذلك زاوية «كلام لا يهم أحدا» قدم خلالهما العديد من المقالات التي انحازت لهموم ووجع الناس ونبضهم، فهو مسكون بعفوية البدوي الشمالي ونقائه، وقبل ذلك كله عمل سائق (تاكسي) كدادا يواجه تحديات الحياة، فهو عصامي اتكأ على ساعديه وانطلق إلى أحضان الحياة وطرقات الصحافة يقول: (من النماذج الذين نقلتهم في التاكسي المؤرخ عبدالقدوس الأنصاري والشاعر طاهر زمخشري وعلى العمير ولعلمك بعضهم لم آخذ منهم أجرة التاكسي بعد إيصالهم إلى مشاويرهم) يقول في حوار مع الزميل محمد السناني: «دخلت الصحافة من أبوابها الواسعة مخبراً صحفيًا أكتب الخبر فيأخذه المجيز ويرمي به في سلة المهملات، ويقول اكتبه مرة أخرى، وقد استمررت على هذه الطريقة شهورا عدة أدفع بالأخبار إلى المجيز والمجيز سامحه الله يرمي بها في سلة المهملات إلى أن علم رئيس التحرير المسؤول في «عكاظ» عبدالله الجفري يرحمه الله فأخذ بيدي ولم تمر شهور عدة حتى أسند إلي تحرير الصفحة الأخيرة في الصحيفة»، ويضيف يرحمه الله ساردا بعض ذكرياته في عوالم الصحافة: «سعادتي عندما كتبت أكثر من مقال في مجلة صباح الخير المصرية لدرجة قيل في حينها تعليقًا على ذلك من بعض الزملاء، شوفوا كيف انتقل هذا البدوي من الصحافة السعودية إلى الصحافة المصرية وكانوا يريدوا من ذلك أن يدللوا أن الموهبة إذا توفرت لا يقف أمامها أي شيء». وقد تفاعل مغردون وإعلاميون مع رحيل الكاتب الفايدي الذي رحل بعد معاناة مع المرض، إذ قال عبدالله آل الشيخ: مات والقلم بيده حاملاً همّ المهمومين والمكلومين عاش لوطنه نقيّا عفيفا. أما الدكتور عبدالواحد الحميد فقال: الفايدي الكاتب الصحفي النظيف.. لم يوظف قلمه يوماً للتكسب والتسلق. أما عبدالمحسن هلال فغرد قائلا: من أفضل وأشرف الصحفيين الذين قابلت رجل كلمة وموقف وشجاعة بإبداء الرأي وقول الحق رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الجنان.. رحم الله الكاتب النبيل محمد الفايدي..