تشهد البحرين فصلا جديدا وأخيرا كما اعتقد من حفلات الردح المذهبية لمجانين خامنئي تحت مسمى المظلومية المستورد والمخادع، هكذا بكل استهتار بقيم مؤسسات الدولة قرر وكيل خامنئي في البحرين (عديم الجنسية وأشياء أخرى) المدعو عيسى قاسم أن يحول قرية الدراز إلى ما يشبه الضاحية الجنوبية، إلا أنه اختار المكان الخطأ والزمان المستحيل، فالمكان مملكة البحرين العربية الخليفية بكل شموخها التاريخي والحضاري والزمان وقت الحزم والعزم والحسم بكل ما تعنيه هذه الصفات من معاني ظاهرة أو مستترة، هكذا وبلا مراعاة لمستقبل السذج والمغفلين المنخدعين بفكرة ولاية الفقيه الإرهابية قرر الإرهابي عيسى قاسم أن يتمترس في قرية تتكون من شارعين وعشرة بيوت ليعلن نفسه زعيما وهميا لضاحية وهمية، إلا أن الرد الأمني البحريني كان حازما سريعا وحكيما فتم إزالة المظاهر التي تهدد السلم الأهلي وتثير الفتنة المذهبية واعتقال عشرات المطلوبين الذين اتخذوا من هذا الوكر مخابئ ظرفية لهم، حكومة البحرين قالت كلمتها لا كلمة تعلو على كلمة الدولة فيما يخص إدارة شؤون البلاد والعباد، ولم يتبقّ لمجانين خامنئي خيار إلا الرضوخ للقانون والتعايش بسلام أو الوقوع تحت طائلة القانون لينتظروا السجن أو الإعدام بحسب الجرائم التي اقترفوها بحق المواطنين، ما لا يفهمه مجانين خامنئي أن العهد الإصلاحي لعاهل البحرين الحكيم الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي شهد الكثير من الأوامر الملكية الإنسانية مثل العفو عن المتورطين بأحداث أمنية وكذلك تلك الأوامر التي تحثهم على الانخراط في الحياة السياسية بشكل حضاري، لا يعني أنه لا يمتلك خيارات الحزم الخليفي المعروف منذ تشرفت البلاد بحكم العاهل العربي الخليفي حمد بن عيسى آل خليفة الذي تشرفت شخصيا بمقابلته عشرات المرات وتشرفت بتغطية العديد من جولاته السياسية الخارجية وأذكر هنا موقفا للتاريخ وهو موقف لأصحاب العقول فقط، عندما زار الملك حمد بن عيسى الهند وهي البلد الذي يمتاز بتنوع عرقي وديني وسياسي واجتماعي توافدت كل الأطراف السياسية لزيارة جلالته في محل إقامته في العاصمة نيودلهي، نعم كل الفرقاء حرصوا على لقاء جلالته سواء كانت تلك الشخصيات في الحكومة أو المولاة أو المعارضة والأمر يشمل أيضا الزعامات الدينية والحزبية والاجتماعية والقبلية، وقتها قلت في نفسي إننا أمام زعيم يجمع الفرقاء لأن معايير تعامله مع الآخرين تدور حول الإنساية والعدل والقانون ومؤسسات الدولة، هذه الحادثة للتفكير المعمق في سؤال مفاده هل اكتشف فرقاء الهند في شخصية هذا القائد العربي ما لم يكتشفه مجانين خامنئي والجواب بالتأكيد لا، ولكن منطلقات الاكتشاف تراوحت بين العقل الهندي والجنون الإيراني.. لذا ورغم انشغالي في تغطية انتصارات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلا أنني لا يمكن أن أترك خزعبلات مجانين خامنئي تمر في البحرين دون تعليق أعتقد أنه بمثابة نصيحة لهم مفادها أن الملوك يصبرون لكنهم إذا ضربوا سمع صدى ضرباتهم ذلك القابع في سراديب قم وطهران.