لا أظن أن أحدنا سيتفق مع أي قرار، يتعارض مع التحقيق الكامل لروحانية شهر رمضان المبارك؛ فهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وهو الشهر الذي يؤدي فيه المسلمون الركن الرابع من أركان دينهم. كما لا أظن أن أحدنا سيتفق مع عدم التزام معظم مساجدنا بآلية استخدام مكبرات الصوت، إلا في الأذان والإقامة، على الرغم من القرارات والتعاميم التي تصدر من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بهذا الصدد، وعلى الرغم من المتابعة والتحذيرات التي توجهها لأئمة المساجد. علمًا بأن كل من يخالف هذا التنظيم يعيد معظم آرائه وفتاواه للشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - الذي يلتزم جامعه الكبير بعنيزة بهذا الأمر حرصًا منه على قبول تحبيب أوقات الصلاة، خاصة للشباب. الخميس الماضي أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية تعميمًا إلى مديري عموم فروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة، حثت فيه على أن يقتصر استخدام مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح على الجوامع فقط. وأجزم بأن مثل هذا التطبيق سيحفظ للمصلين خشوعهم أثناء أداء صلاة العشاء والتراويح والتهجد. فكما هو معروف، إن معظم مساجدنا تحرص على استخدام درجات عالية، حسب القدرات السمعية للمصلين ولمن هم خارج المسجد؛ ما يجعل الخشوع مستحيلاً، مع وجود أكثر من أربعة مساجد في حي واحد؛ لذلك فإن قَصْر رفع الأذان والإقامة والصلوات والتراويح على الجوامع سيوفر الجو الروحاني الأكبر لهذا الشهر الفضيل.