تعد مادة التربية الفنية من المواد المهمة في مناهجنا التعليمية التي تتضمن أهدافها المشاركة في بناء الإنسان والمجتمع وتشكل رافدا عمليا مؤثرا في تكامل العملية التعليمية، أقرت مع بداية التعليم النظامي وأصبحت حضنا دافئا وبيئة صالحة لبذور المواهب التي يمتلكها الطلاب والطالبات في مختلف الفنون البصرية المتمثلة في الخط والرسم والتصميم والكاريكاتير إلى آخر المنظومة، تطبقت تلك المادة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وتنقطع في المرحلة الثانوية ما تسبب في ذبول الكثير من براعمها وتوقف نضوج ثمارها إلى أن وجدت أرضا خصبة في الجامعات التي بها كليات للفنون أو أقسام للتربية الفنية أو أنشطة يقوم عليها الأندية الطلابية في الجامعات التي لا تضم أقساما أو كليات للفنون، فمنحت الموهوبين في كل إبداع أن يبرز ويتألق، يخرج لأعين العالم المحيط بهم أو خارجه. معرض جماعي لمواهب من 17 جامعة وهذا المنتج مهما اختلفت أو تنوعت مستويات الأداء فيه، كان محط الأنظار والإعجاب لكل من حضر المعرض الذي أقامه قسم التربية الفنية في كلية التربية في جامعة الملك سعود خلال الأربعة أيام الفائتة في جاليري الفن النقي وافتتحه مدير جامعة الملك سعود أ.د. بدران العمر بحضور عميد كلية التربية أ.د. فهد الشايع ووكيل الدراسات العليا أ.د. عبدالرحمن الجلعود ووكيل كلية التربية د.عبدالله العبدالكريم بمشاركة رؤساء أقسام التربية الفنية في الجامعات المشاركة ومنسوبي هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود وممثلين للجامعات المشاركة وعدد كبير من طلاب وطالبات الجامعات المشاركة وعدد من التشكيليين ومحبي الفنون التشكيلية، قام الجميع في المعرض الذي اجتمعت فيه إبداعات مواهب سبع عشرة جامعة على مستوى المملكة من بين الأربع والعشرين جامعة تتوزع في مختلف مناطق ومدن وطننا الحبيب، أجزم بأن في بقية الجامعات التي لم تشارك الكثير من المواهب التي نأمل أن تكتمل في المعرض المقبل، قدم في هذا المعرض ما يتجاوز المائة وعشرة أعمال فنية تنوعت بين الرسم والتصوير التشكيلي والتصميم والجرافيك والفن الرقمي إلى آخر المنظومة، قدمها نخبة من طلبة وطالبات وضع الكثير منهم أقدامهم على أول طريق الدخول إلى عالم الفنون التشكيلية في قادم الأيام. كليات ومعاهد الفنون التشكيلية مطلب حضاري ما يجب الإشارة إليه المطلب الذي ما زال قائما ينتظر التنفيذ وهو استحداث كليات للفنون التشكيلية موازيا لأقسام التربية الفنية التي تختص في تخريج تربويين لتدريس التربية الفنية ويتلقون أسس الفنون التشكيلية كجانب من الثقافة التي تشتمل عليها مناهج الأقسام وتندرج ضمن أسس العمل الفني الذي يعد له خريج القسم لتدريس التربية الفنية في المدارس مع أن للفنون التشكيلية أو ما يمكن أن يسمى (الفنون الجميلة) أو معاهد للفنون لنفس التخصصات لكل ما يعنيه النحت أو الرسم والتصوير التشكيلي بمختصين في هذا المجال، وبالطبع هذا المطلب لا يقلل مما يقدم -حاليا- في كليات الفنون أو أقسام التربية الفنية في جامعاتنا باجتهاد المتمكنين من تلك المواد المتخصصة في الفن التشكيلي، ولا نستغني أيضا عن تحقيق ذلك المطلب ليخرج للواقع مخرجات قوية كما هي تجربة الدول العربية التي أنشأت كليات فنون لهذا الغرض، أسس من تخرج منها حركة تشكيلية أصبحت رائدة في تلك الدول كالعراق ومصر على سبيل المثال.