عندما سمعت بخبر وفاته -يرحمه الله- نزل ذلك عليَّ كنزول الصاعقة، لكن نصبر ونحتسب أن هذا قدر الله؛ ولا بد أن نؤمن بذلك. فقد كان لذلك النبأ وقع كبير من الأسى في نفسي وفي نفس إخواني؛ لما كان يتحلى به من الأخلاق العالية، ويقال: يقف القلم عاجزًا عن سرد مشاعري تجاه الأخ والصديق فرج الزوبعي؛ فلي معه ذكريات جميلة، لا تغيب عن خاطري.. فحين يكون الرحيل يذهب كل شيء يتعلق بالإنسان، ويبقى عمله وسيرته والأثر الذي تركه في قلوبنا لا ينسى. فكلمة حق بهذا الإنسان الخلوق -رحمه الله- هو جدير بها بكل أمانة.. كان مدرسة في الأخلاق والكرم والالتزام والتواصل وحفظ التاريخ والقصيد على خطى والده المرحوم -بإذن الله- دليان اللقيط. جمعتنا الأيام والأزمان معه ومن قبله والده -رحمه الله- على روايات التاريخ والقصيد والكلام الطيب بدون تحيز.. ففرض احترامه قبل محبته على كل من عرفه. كان مبتسمًا حين يختلف معه أحد في الرأي، وكان يملك نفسه حين يشتد النقاش، ويحاول قدر الإمكان أن يخفي علامات الغضب؛ فكان طيب القلب نقي السريرة جميل الروح.. وما كتبت ذلك إلا صادقًا محبًّا مخلدًا لذكرى ذلك النبيل؛ فالذكر للإنسان الطيب عمر ثانٍ، ولن يبقى إلا الذكر الحسن والدعاء الصادق.. تغمده المولى بواسع رحمته ومغفرته، وألهم ذويه وأخاه محسن وابن أخته نايف ومحبيه الصبر والسلوان.