في إطار استراتيجيات أوفيد لتعزيز آفاق التكامل والتعاون بين المؤسسات الشقيقة، استقبل المدير العام لصندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، في مكتبه بمقر أوفيد في العاصمة النمساوية فيينا، المدير التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، المهندس هاني سالم سنبل، لبحث سبل تنمية وتمويل التجارة من خلال برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، الذي تم إطلاقه خلال انعقاد المنتدى العربي الإفريقي في الثاني والعشرين من شهر فبراير/ شباط في الرباط بالمملكة المغربية بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي. ويهدف هذا البرنامج الذي يمتد وفق خطة عمل على ثلاث سنوات إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال زيادة التدفقات التجارية بين البلدان العربية والإفريقية، وتوفير المزيد من فرص تمويل التجارة، وتطوير قطاع الأعمال وبناء القدرات الحالية المتعلقة بالتجارة، فضلاً عن زيادة التنسيق والتعاون اللازم لبناء شراكات تجارية جديدة، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في تعزيز التنمية في البلدان العربية والإفريقية. وتوجت الزيارة بتوقيع كل من السيد الحربش والمهندس سنبل اتفاقية منحة لصالح المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، يتم بمقتضاها دعم خطة عمل السنة الأولى لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية. وتتضمن هذه الخطة العديد من أنشطة بناء وتطوير القدرات البشرية في مجال التجارة من خلال عقد سلسلة من ورش العمل والدورات التدريبية للمؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم. ويأتي هذا البرنامج في صميم رسالة أوفيد، الذي يركز على إعطاء الأولوية للبلدان الأشد فقرًا؛ إذ يسعى إلى زيادة عمليات تمويل التجارة لإفريقيا جنوب الصحراء إلى بليون دولار سنويًّا بحلول 2019. وفي كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاقية قال السيد الحربش: «إنني على يقين بأن هذه المنحة، التي تمثل فصلاً جديدًا في شراكة أوفيد مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، ستساهم في تعزيز المزيد من التعاون بين الطرفين وأعضاء فريق تنسيق وتمويل التجارة والضمانات». وأكد السيد الحربش أن «أوفيد يثمن الدور الرائد لمؤسسة التجارة الإسلامية الدولية في تصميم برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، وجهودها الدؤوبة لتقديم حلول تمويل التجارة المبتكرة للدول الأعضاء فيها، التي تضم عددًا كبيرًا من دول أوفيد الشريكة». ومن جانبه، أشاد المهندس هاني سنبل «بدعم أوفيد لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية الذي يعكس إيمانًا قويًّا بأهمية تعزيز آفاق التجارة والاقتصاد في المنطقتين العربية والإفريقية». وشدد المهندس هاني على «رسالة أوفيد والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة في المساهمة في تعزيز سبل المعيشة الاجتماعية والاقتصادية في البلدان الأعضاء، والتخفيف من حدة الفقر». المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة هي كيان مستقل، تشكل جزءًا من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تم تأسيسها لتعزيز أعمال تمويل التجارة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس في العالم الإسلامي. وتضم المؤسسة جميع أعمال تمويل التجارة التي كانت تباشرها من قبل عبر نوافذ متعددة داخل المجموعة. وتهدف المؤسسة إلى مساعدة الدول الأعضاء في الوصول بشكل أفضل للتمويلات التجارية، وتوفر لها الأدوات المناسبة لتنمية السلع الاستراتيجية المرتبطة بالتجارة من أجل المنافسة بنجاح في الأسواق العالمية. إن التراث الغني الذي اكتسبته مجموعة البنك الإسلامي للتنمية على مدى ثلاثين عامًا في مجال تمويل التجارة يضع المؤسسة في موقع ريادي لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ووضع معايير جديدة لتمويل التجارة وأخلاق العمل، وتطوير أدوات تمويل تجارية، تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية. ويأتي هذا إضافة إلى سعى المؤسسة في إطار عملها وفقًا للمعايير الدولية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للبنك الإسلامي للتنمية من خلال ركيزتين أساسيتين، هما تمويل وتعزيز التجارة للوفاء بوعدها الذي أخذته على عاتقها، الذي يتمثل في (تعزيز التجارة وتحسين ظروف المعيشة). صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) هو مؤسسة تمويل إنمائي حكومية دولية، أنشأتها الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عام 1976 كقناة لتقديم المعونة إلى البلدان النامية. ويعمل أوفيد بالتعاون مع شركائه من البلدان النامية والمجتمع الدولي المانح لتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من وطأة الفقر في المناطق المحرومة في أنحاء العالم. وهو يقوم بذلك من خلال تقديم التمويلات اللازمة لتشييد البنى التحتية الأساسية، وتوفير الخدمات الاجتماعية الضرورية، إضافة إلى تعزيز الإنتاجية والقدرة التنافسية والتجارة. ويركز أوفيد عمله حول احتياجات البشر؛ إذ يساهم في تمويل المشاريع التي تلبي الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والطاقة ومياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم بهدف التشجيع على الاعتماد على الذات، ومنح الأمل بمستقبل مستدام. جدير بالذكر أن أوفيد قد قدَّم منذ إنشائه في عام 1976 حتى الآن ما يربو على 20 بليون دولار أمريكي على شكل قروض بشروط ميسرة ومنح لدعم المشروعات الإنمائية المستدامة في 134 بلدًا ناميًا في أرجاء العالم كافة، موليًا أولوية قصوى لأشدها فقرًا.