مع كل فوز هلالي يخرج من بعض المحسوبين على الأندية والقائمين عليها ومن بعض الإعلام أمر جديد، ويطرقون أبواب أعذار ومبررات مختلفة لتبرير الفشل داخل الميدان، ويبحثون عن قشة يتعلقون بها للنجاة من مشارط النقد وغضب المدرجات، يحدث هذا منذ سنوات: هم يقلبون الأعذار والمبررات، والهلال ماض في طريقه نحو أهدافه، لم يضره قولهم، ولم تفت في عزيمته مبرراتهم، ولم تحرك جعجعتهم فيه سوى حافز الرد الأقوى على المعشب الأخضر. في مباراة الاتحاد الأخيرة، ما وجدوا ما يشككون فيه من انتصار الهلال، المباراة على ملعب الخصم، والحكم أجنبي، وهم الذين يحاولون تمريركذبة استفادة الهلال من الحكم المحلي، المنافس يتقدم، ويستفيد من بعض أخطاء الصافرة، والرد الهلالي جاء مدوياً... فكان سقوط لاعب اتحادي عذراً يلوكونه ليل نهار، عزفاً على وتر الأخلاق، وضرباً على أيقونات المنافسة الشريفة!! ليست المشكلة في القانون فهو ضدهم، ولا في إصابة اللاعب فقد كان واضحاً عدم تشكيلها أدنى خطورة، ولا في تصرف لاعب الهلال الذي وجد أن أقرب نقطة يوقف فيها اللعب هي شباك الخصم، ولا في الحكم الذي كان قريباً وقدر الحالة بمقدارها الصحيح. المشكلة في أنهم يطالبون بما يرفضون تطبيقه على أنفسهم... ويكفي أن هدف ادواردو وما تلاه من نواح وغضب، قد حرك مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم عشرات المقاطع والتصاريح والآراء التي تناقض فيها أفعالهم وتصرفاتهم وتصرفات نجومهم كل ما يطالبون به. المشكلة أن هناك من يعاني من عقدة الهلال، وفي كل مرة يبحث عن شيء يسيء به للفريق وأنصاره وانتصاراته، ويتبنى كل قضية تسيء له، حتى وإن كان يعلم أنها تخالف الواقع، لكنها الغيرة والحسد اللذان يعانيان منهما أمام كل ماله علاقة بالهلال.. وفي النهاية ماذا يحدث ينسلون ويهربون عن المواجهة ويبحثون عن باب جديد للنيل من الهلال...!! في بداية الموسم ومع الاستعدادات الهلالية والتحركات الجادة قدموا قصة الشم الشهيرة، وضجوا بها ليل نهار، وتحدثوا عنها كحقيقة، وفي النهاية عوقب صاحبها، وتركوه وحيداً، فلا نفعه القانونيون الذين أعلنوا وقوفهم معه، ولم ينفعه رأيه أمام قانون عجز أن يجد أمامه مهرباً، وهو اليوم يواجه الحقيقة، ويعجز عن إثبات صحة رأيه واتهاماته التي سيحاسب عليها في الدنيا والآخرة. مع التقدم الهلالي مرروا استفادته من التحكيم، وقد كان رئيس الهلال لها وهو يضعهم في موقف صعب، فأصر على التحكيم الأجنبي، وتصدر الهلال وكشف الفوارق الحقيقية بينه وبين منافسيه، أما من كان التحكيم المحلي عذرهم، فقد تمكسوا به، ورضوا بقراراته، وقد كشفت الأخطاء الأخيرة حجم استفادتهم من أخطاء الصافرة، وكذبت الأيام والافعال أقوالهم ومطالبهم. في مباراة الاتحاد.. قدم الهلال بعضاً منه فقط واكتفى بثلاثة مهراً للثلاث، ولأن الهلال قد استحوذ على كل شيء، وأقفل أمامهم كل دفاتر أعذارهم، فقد انصرفوا إلى هدف ادواردو... ويكفي حول هذا الهدف ما قاله القدساوي الخبير (أنا جايب ادواردو لجمعية خيرية...) ويكفي ما قاله حارس الاتحاد بعد مباراة التعاون عن الخبث الكروي، ويكفي أن نفس المباراة نفسها شهدت حالة مماثلة أثناء سقوط لاعب هلالي دون أن يوقف المولد ورفاقه الكرة، لندرك أن بعضهم يطالبون ويتحدثون.. لكنهم يقولون ما لا يفعلون.. وشكرا ادواردو فقد أمطت اللثام عن بعض من يتحدث عن المنافسة الشريفة والروح الرياضية..... وهو للأسف أبعد ما يكون عنها. الأيام بيننا يالجنة الانضباط فاجأت لجنة الانضباط الشارع الرياضي بإيقاف لاعب الهلال نواف العابد، ومصدر المفاجأة ليس في سرعة صدور القرار إذ لم يمر على المباراة سوى 32 ساعة فقط، في وقت اعتدنا فيه صدور قرارات متأخرة، ومصدر المفاجأة ليس في نوعية العقوبة، ولا في اللاعب المفروضة عليه ولا في اسم فريقه، وليست في المواجهات التي سيغيب عنها اللاعب الموقوف... المفاجأة كانت في كون اللاعب الموقوف لم يقم بأي تصرف يوجب العقوبة، وفي كون اللوائح التي تتحدث عنها اللجنة لم تتعرض إلى حالة اللاعب من قريب ولا من بعيد!! اللجنة التي أوقفت العابد احتجت بمواد من اللائحة يمكن أن تطبق على عشرات اللاعبين، أي لاعب يحتفل أمام مدرج المنافس سيوقف قياساً على قرار اللجنة بحق نواف العابد، إلا إذا كانت اللجنة ستكيل بمكيال آخر!! الشارع الرياضي يطالب بتوضيحات حتى لا تتكرر نكتة قرار الCD الشهيرة، مما يجعل الجهات القضائية المفترض فيها النزاهة محل تندر المتابعين!! يقولون: إن العابد استفز جمهور المنافس بفرحته... السؤال: هل قام العابد بفعل خادش أو تصرف مرفوض؟؟ وهل هو أول لاعب يشاهده من أوقفه يحتفل أمام المنافس؟؟ عشرات اللاعبين نشاهدهم يومياً يقومون بهذه الاحتفالية؟؟ وهل نعتبر من ساعة إيقاف العابد أن من يحتفل أمام مدرج المنافس موقوفا؟؟ أم يشترط ان يلقي الجمهور قناني المياه عليه؟؟ في موضوع العابد... وضعت اللجنة التي أوقفته نفسها في حرج، سيكون اختبار العدل والمساواة صعباً، وستجد نفسها وربما وجدته وانتهت في موقف محرج وربما (يفشل)... والأيام بيننا!!