بعث الزميل محمد العرب كل ما يُمكن من الحماس والمعنويات في تقاريره الأخيرة التي رصد فيها انتصارات الألوية في صعدة ودحر ميليشيات الحوثي في معقلهم وعلى مقربة من جبال مران حيث يختبئ فيها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي يعيش واقعًا بائسًا فكل أكاذيبه تبددها حقيقة أن مسألة اقتلاعه من كهوف مران باتت مسألة وقت قصيرة، لقد سلط الله عليه وعلى جماعته قوم لا يعرفون في الحرب تراجعًا أو خوفًا من أحد، ألوية جاءت من الجنوب المحرر، من عدن وشبوة ولحج والضالع وحضرموت والمهرة، جنود معركتهم هي اجتثاث العمالة التي مثّلها الحوثي وأتباعه الحمقى. «كتيبة الحضارم» من لواء المحضار واحد من ألوية شكلت التحولات العسكرية بعد جمود الجبهات في شمال اليمن، عملية «الرمح الذهبي» التي حررت أكثر من مسافة 100 كيلومتر ابتداء من باب المندب ثم المخا والانطلاق نحو تحرير الحُديدة، في صعدة حدث اختراق موازٍ لانتصارات الساحل الغربي انطلاقًا من البُقع وحتى كتاف وباقم، عمق 60 كيلومترًا وصلت المقاومة الجنوبية في داخل صعدة متجاوزة عشرات من حقول الألغام التي وضعتها الميليشيات الحوثية لتعطيل التقدم العسكري للمقاومة. جدير أن يعرف كل العرب أن هذه الألوية التي تدحر أذناب إيران من ميليشيات الحوثي والحرس الجمهوري التابع للمخلوع علي عبدالله صالح أن أفرادها هم الذين همشهم نظام الحكم اليمني وصنفهم أنهم انفصاليون وأبعدهم عن الوظائف، هؤلاء هم الذين دفعوا ثمن شعار المخلوع صالح الذي كان يردد على مدار ربع قرن (الوحدة أو الموت)، اليوم يرددون بصوت عالٍ تردد صداه في كل أرجاء الجزيرة العربية (نحن هنا.. أين أنتم؟). ستبقى «عاصفة الحزم» مفصلاً في حياة اليمن شماله وجنوبه فليس ما قبلها سيكون ما بعدها، فالمظالم التي انتشرت وشربها جيل الوحدة هي التي صنعت الشر الحوثي والعمالة التي جرت اليمن لهذه الحرب، فما تقدمه ألوية المقاومة الجنوبية من تضحيات جسيمة يتم مقابلتها بفخر عظيم عند ملايين من أبناء عدن وحضر موت الذين زحفوا لسنوات طويلة يقفون تحت شمس حارقة وببطون خاوية يطلبون نظرة عدل من أشقائهم العرب، جاء قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بالانتصار للمظلومين عندما بغى الحوثي فتحول الجنوبيون كلهم إلى سيف بتار بيد الملك العادل سلمان. الوعد جبال مران.. والوعد أيضًا سيكون باب اليمن، فمسألة استعادة العاصمة العربية صنعاء من قبضة إيران هي مهمة رجال مؤمنين أنهم تحت راية الحق المنصورة على الظلم والطغيان، وحتى يخضع الحوثي والمخلوع صالح للحلول السياسية والتسويات والمصالحات فإن ألوية المقاومة الجنوبية ستنجز ما خرجت له من أرضها في عدن التي كتبت للعرب أول انتصار عربي على قوى البغي الإيرانية فكبدتها وبال أمرها وقطعت دابرها، نعم خرجت كل هذه الألوية من عدن إلى جِبال مران لتسقط علم العملاء والخونة وترفع علم الحق على تراب العرب في جزيرة العرب.