في قامته «سيرة إنجاز» وفي هامته «مسيرة اعتزاز» ابن مؤسس وشقيق ملوك. وسليل مجد وحكيم رأي وقائد مهام .. «مشارك في تنمية الوطن» مالك لأرث ديني وتربوي استقاه من والده وتشرّبه من تعليمه ووظفه في عمله. إنه الأمير عبدالإله بن عبد العزيز أمير منطقتي القصيموالجوف في سنوات مضت ومستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب الخبرة العريضة في الإمارة والموهبة الأصيلة في «السداد». بوجه أميري وسيم تملؤه ملامح من والده المؤسس - رحمه الله- وكاريزما تعلوها «سحنات السمو» وتتقاطع معاها «سمات الهدوء وقامة فارعة وعينان واسعتان ولغة أصيلة تنضح منها «الحكمة» وتنضج فيها «الدراية» ولهجة تمتلئ حزماً وعزماً وتوليفة فريدة من التعامل الإنساني والعمل ينتهجها بنظرات الاعتبار ويوظّفها بمهارات الاقتدار يطل الأمير التاسع والعشرون في ترتيب أبناء الملك عبدالعزيز أخاً حاضراً في كل المناسبات ومستشاراً ناظراً في شتى التحديات. في الرياض الذي يعشقها وفي قصر والده وهو ابن السنوات الأولى كان يقترب من والده الذي علّمه «التسامح والعفو والحزم» وتدرب في مدرسته الأبوية حب النجاح وعشق الكفاح جال صغيراً يتعلّم القرآن والعلوم الإسلامية واللغة العربية والتاريخ والحساب على يد معلمه الراحل عبدالله خياط - رحمه الله - وكان يستمع ليلاً إلى مقامات من السياسة والحنكة في مجلس والده فاستعان بذلك الإرث القويم من التربية الحانية والتعليم المنوّع، حيث توجه إلى بريطانيا باحثاً عن الخدمة العسكرية والتدريب العملي للطيران من مهد الكفاءة آنذاك ثم إلى كليفلاند فقاعدة ويلامس ايرفورس بأمريكا وتعلّم نظريات في التعليم عن الطيران العسكري وكان هو العربي الوحيد مع أحد الأمراء ضمن قائمة ضمت 80 شخصاً منهم 78 عسكرياً أمريكاً ثم عاد لأرض الوطن راغباً في خدمته بعد أن اكتفى بالتدريب النظري عندما وجد أن تفاصيل أسئلته واستفساراته التي يعدها منطلق كفاءة ومنطق تميز لا تجد «إجابات ترضي غروره وتشبع ملاحقته للمعرفة» فكان رجوعه للوطن أحد نتاج دعوات والدته الأميرة «هيا السديري» أن لا يكمل مشوار الطيران. في مجلس الملوك يحضر الأمير عبدالإله بإطلالة جاذبة وجاذبية إنسانية محببة قريباً من الأقارب مقترباً نحو المسؤولين مقرّباً من المواطنين أخاً وأباً وصديقاً وموجهاً مما أضفى وجوده بين أبناء الملك في كل المحافل «لوحة للإخاء» و»مشهداً للعطاء» و»منبعاً للوفاء» وبين باقي شرائح الشعب أميراً ونموذجاً للنماء ومعلماً بشرياً للتنمية الإنسانية والحضارية. تعيّن الأمير عبدالإله عام 1400 أميراً لمنطقة القصيم التي حولها من منطقة محدودة الاتجاهات والإنجازات إلى واجهة عمل دؤوب وحرك ركودها إلى ثورة نماء مؤسساتي فرسم خارطة جديدة من مستقبل القصيم واستغل طبيعتها للعطاء التنموي ووظّف قدرات الإنسان ليكون إحدى دعائم الكفاح في كل المجالات. مكث الأمير في منصبه 12 عاماً شكلت نقطة تحول ومسار تطور في القصيم إنساناً ومكاناً ثم قدّم استقالته ثم نادته المسؤولية وطلبته الثقة الملكية في مكان آخر عندما عيّن أميراً لمنطقة الجوف عام 1419وقام خلال فترة إمارته بتشكيل ملامح المنطقة وتجاذب مع أهلها قصة النهضة والترابط بين المسؤول والرعية. ثم تم تعيينه مستشاراً للملك عبدالله - رحمه الله- ثم استمر في ذات المنصب في عهد الملك سلمان. الأمير عبدالإله ضليع في شؤون التنمية عميق فكر بعيد نظر سديد قرار عضيد ملوك يمتلك حزماً في مقتضيات المسؤولية ومرونة في معطيات الإنسانية . شغوف بالقراءة عطوف بالمحتاجين متابع لكل ما يخص الوطن ومستقبله. في سيرة امتدت إلى حوالي 38 عاماً كان الأمير عبدالإله حجر زاوية في كل مهمة أنيطت به ولا يزال يعطي ويساهم ويشير بخبرته وحرصه ووطنيته وشخصيته الاعتبارية في صف «الكبار» من أبناء الأسرة المالكة الكريمة مستلهماً من واقعه أهمية المرحلة ملهماً بتربية أصيلة دائماً ما يستند إليها ويعتد بها واقفاً كساعد من سواعد الوطن . الأمير عبدالإله واجهة رجل دولة ووجه وطني نموذجي ونموذج وجيه سطّر على صفحات الوطن ضياء من الانتماء وعطّر ذاكرة التاريخ السعودي بعطاء القامات التي يذكرهم الناس وتستذكرهم المسؤولية وتتشرّف بهم «المناصب».