أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن من أسباب انتشار التطرف في المجتمعات الإسلامية ترجع إلى الأمية والجهل وسوء الفهم واتباع المتشابه والأوضاع السياسية التي تعيشها المجتمعات المسلمة ووجود جماعات متطرفة نشطة والصحبة والرفاق وأجهزة الإعلام ووسائل الاتصال التي تستفز المشاعر الدينية. وأشار د.الوهيبي إلى أن التطرف يهدف إلى تحقيق أمور من أبرزها هدم المرجعية الدينية بالبعد عن العلماء الربانين الراسخين في العلم وتسفيه أقوالهم، مع السعي إلى الاقتداء بمن لا علم له ولا فقه ولا سابق فضل. ومن ذلك أيضا هدم المرجعية السياسية المتمثلة في ولاة الأمر الشرعيين، وتحويل المجتمعات والدول المسلمة إلى مجتمعات فاشلة تعج بالفوضى. وسيؤدي ذلك حتما إلى تمزيق اللحمة الوطنية ونشر الفوضى في المجتمعات وانتشار العدوان والظلم، وكل ذلك إنما يخدم الأجندات العلمانية والهيئات المشبوهة التي تسعى إلى هدم الإسلام وتشتيت المسلمين وكسر شوكتهم. وأوضح في فعاليات مؤتمر «مواجهة التطرف الفكري: الواقع والمأمول» الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت أن تجربة الندوة ترتكز على عنصرين اثنين: أولهما مواجهة الفكر الضال بالفكر، فلا يُهزم الفكر إلا بنظيره، وثانيهما: تقديم بدائل للشباب تعصمهم من الانجراف نحو فكر الغلو تتمثل في إيجاد برامج متميزة ونشاطات نوعية تخدم الشباب وتحصنهم من لوثات التطرف والغلو، وترتقي بأفكارهم وقدراتهم، وتؤهلهم علمياً وعملياً. وبناء على ذلك قدمت الندوة خلال مسيرتها المستمرة منذ خمسة عقود مجموعة كبيرة من البرامج والأنشطة والمشروعات التي تحفظ الشباب وترعاهم وتحفظ كرامتهم وكرامة مجتمعاتهم كالملتقليات الشبابية والمنتديات الفكرية وتوفير فرص التعليم من خلال المنح الدراسية ودعم المؤسسات العلمية من مدارس ومعاهد وكليات ومعاهد وكفالة الدعاة ودعم العمل الدعوي إلى غير ذلك. وخلص إلى أن الوضع يحتاج إلى الكثير من الجهد في الفهم والجد في العمل ذلك أن المتغيرات التي ابتلى الله بها هذه الأمة في السنوات الأخيرة تستوجب منها الكثير من التوقف والتأمل.