ينضم مؤسس شركة أوراكل لاري إليسون لآبِل و كوالكوم و فوكسكون في التغطية المالية لصندوق سوفت بنك التكنولوجي مُحطّم الأرقام القياسية، مما يسمح لمجموعة الاتصالات اليابانية بأن تصل إلى هدفها في تحقيق 100 مليار دولار بأسابيع قبل الموعد المُحدد. ويجري صندوق الثروة السيادية في أبو ظبي محادثات أيضا للاستثمار في صندوق رؤية سوفت بنك، وفقًا لأشخاص اطلعوا على هذهِ المفاوضات، وأضاف هؤلاء أن الصندوق سيبقى مفتوحًا لاستقبال لأي استثمارات إضافية حتى نهاية شهر يناير مع وجود طلب عال للاستثمار فيه من شركات كبيرة وصناديق سيادية. وتسلط السهولة التي تمّكن بها سوفت بنك من جذب المستثمرين الضوء على شهية الشركات العالمية المفتوحة للأصول التقنية (كما جاء ذلك في الخبر الموسع الذي نشر في «الفايننشال تايمز» بتصرف). وقال مطلعون: إن مجموعة (سوفت بنك) أنشأت لجنة استثماراجتمعت للمرة الأولى في يوم الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي بدأت فيه الشركة اليابانية بالبحث عن الصفقات المحتملة. وأعلن ماسايوشي سون -الملياردير المتشوق للصفقة الذي حول سوفت بنك إلى قوة انترنت عالمية- عن إطلاق الصندوق في شهر أكتوبر بعد الحصول على دعم من ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ إنه وافق على استثمار ما يصل إلى 45 مليار دولار عن طريق صندوق الاستثمارات العامة السعودي. وسيرأس صندوق الرؤية راجيف ميسرا- التاجر السابق المختص في سندات الديون في دويتشه بنك وبنك يو بي إس. وقد انضم إلى سوفت بانك في نهاية عام 2014 كرئيس للتمويل الاستراتيجي. وقال مُطلعان على إستراتيجية الاستثمار: إن التركيز الرئيسي للصندوق سيتمثل في الاهتمام بالشركات المصنعة للتقنيات الحديثة التي تهتم بالذكاء الاصطناعي والروبوتات، إضافة إلى «إنترنت الأشياء». وأكدت شركة أبل على أنها تخطط في الاستثمار بقيمة 1 مليار دولار في صندوق رؤية سوفت بنك، في خطوة غير معتادة بالنسبة للشركة التي لطالما تجنبت الصفقات الضخمة والتي لم يسبق لها استخدام سلاح الرأس المال الاستثمار الخاص بها مثل العديد من الشركات التقنية الأخرى المتمثلة في قوقل وإنتل. وفي الآونة الأخيرة، بدأت زيادة الاستثمار على نحو بطيء، وذلك باستثمار قيمة 3 مليارات دولار في شراء شركة بيتس المصنعة لسماعات الرأس في عام 2014م واستثمارها بقيمة 1 مليار دولار في الشركة الصينية لتطبيقات خدمة الموصلات في العام الماضي. وقال متحدث رسمي: «لقد عملنا عن كثب مع سوفت بنك لسنوات عديدة، ونثق أن صندوقهم الجديد سُيسرع من وتيرة تطوير التكنولوجيات والتي قد تكون مهمة من الناحية الإستراتيجية لشركة أبل». كما تبحث آبل عن سبل لاستخدام سيولتها المتراكمة التي تصل إلى 240 مليار دولار لتوزيع استثماراتها على التكنولوجيات الجديدة في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون ذلك من أجل تطوير منتج ناجح كهاتف الآيفون. وفي أواخر الشهر الماضي، استثمر سوفت بنك مبلغ مليار دولار في (OneWeb)، شركة الأقمار الصناعية الأمريكية الناشئة، واستشهدت به كنوع من الاستثمارات التي تخطط لتنفيذها من خلال الصندوق. وفي شهر يوليو أنفق سوفت بنك مبلغ 32 مليار دولار للاستحواذ على شركة Arm البريطانية التي تصمم الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية، وأكد سوفت بنك أن مكتب عائلة السيد إلسون، وكوالكوم، وفوكسكون عازمون على الاستثمار في الصندوق، ولم نتمكن من الوصول للشركات الفردية وصندوق أبو ظبي السيادي. وقالت المتحدثة باسم «أبل»، كريستين هوقويت: «نعتقد أن صندوقهم الجديد سيزيد من سرعة تطوير التكنولوجيا، والتي قد تكون مهمة من الناحية الإستراتيجية لشركة أبل»، وأردفت قائلة: «إن شركة أبل عملت مع شركة اتصالات يابانية لسنوات عديدة». ويهدف صندوق رؤية «سوفت بنك» الذي أعلن عنه في شهر أكتوبر لجمع 100 مليار دولار، ومن المقرر أن يتم إطلاقه بشكل رسمي في الأسابيع القليلة المقبلة، وبالإضافة إلى شركة «أبل» و»سوفت بنك» التي تستثمر مبلغ 25 مليار دولار، تستثمر حكومة السعودية مبلغ 45 مليار دولار ليشجع ذلك آخرون، ففي بحث مسألة الاستثمار في هذا الصندوق، ومن ضمنهم صندوق الثروة السيادي لإمارة أبوظبي، وهيئة قطر للاستثمار، وشركة «كوالكوم» المصنّعة لرقائق الأجهزة الإلكترونية. ويعكس استثمار شركة «أبل» في الصندوق تحولاً في إستراتيجية استثماراتها، ففي العام الماضي استثمرت الشركة مبلغ مليار دولار في شركة «ديدي شوكينغ» التي تعد بمثابة المنافس المحلي لشركة «أوبر» في الصين. يُذكر أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يجري محادثات لاستثمار 45 مليار دولار في صندوق التكنولوجيا؛ وذلك لتعزيز التقنية، بينما تساهم «سوفت بنك» باستثمار يتجاوز إجماليه 25 مليار دولار. وتأتي توجهات وسياسات المحادثات التي تتم بخطى ثابتة؛ لتؤكد صحة مسار الاستثمار في صندوق الاستثمارات العامة وقوة ومتانة الاقتصاد السعودي، والثقة العالمية في تحقق رؤية 2030. وكانت قد كشفت مجموعة «سوفت بنك» اليابانية، أنها ستقوم بتأسيس صندوق استثماري جديد تحت اسم «صندوق رؤية سوفت بنك»، يهدف إلى تعزيز الاستثمارات في القطاع التقني على مستوى العالم، ويقع المقر الرئيسي للصندوق الجديد في المملكة المتحدة؛ حيث تديره شركة تابعة لمجموعة «سوفت بنك». ويحظى المشروع برأسمال استثماري كبير تقدمه المجموعة وشركاؤها الاستثماريون، ويهدف الصندوق الجديد ليكون من بين أكبر الصناديق الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي؛ حيث تتوقع المجموعة أنها ستستثمر ما لا يقل عن 25 مليار دولار أمريكي في الصندوق على مدار السنوات الخمس القادمة. وكانت مجموعة «سوفت بنك» قد أعلنت عن توقيع مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، تنصّ على دراسة صندوق الاستثمارات العامة السعودي لإمكانية الاستثمار في الصندوق الجديد بحيث يكون أكبر المشاركين فيه، مع استثمارات قد تبلغ 45 مليار دولار أمريكي على مدار السنوات الخمس القادمة. وتأسس صندوق الاستثمارات العامة في السعودية سنة 1971 م بهدف تمويل المشاريع ذات الأهمية الإستراتيجية لاقتصاد المملكة، وتوسّع دوره مع الوقت بحيث بات يشمل عدة جوانب رئيسية أخرى، أبرزها حيازة وإدارة مساهمات الحكومة في الشركات، بما فيها كبرى الشركات السعودية المتخصصة والرائدة. وقد ساهم الصندوق ولا يزال في تأسيس وإدارة شركات لدعم الابتكار وجهود تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات غير النفطية في المملكة؛ كما يتولى مسؤوليات ملكية وإدارة مساهمات الحكومة في الشركات الثنائية والشركات المتعددة خارج المملكة، إضافة إلى الاستثمار الانتقائي في عدد من فئات الأصول الدولية. وقد حصل تحوّل كبير في هيكلة صندوق الاستثمارات العامة؛ حيث نقلت السلطة الإشرافية عليه من وزارة المالية إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ ذلك في مارس عام 2015، وأعيد بناء إستراتيجية الصندوق بعيدة المدى الذي يرأس مجلس إدارته الأمير محمد بن سلمان بعد هذا التغيير لتتواكب مع رؤية السعودية 2030.