في هذا اليوم تستقبل محافظة المزاحمية أخًا عزيزًا على هذه المحافظة لتفقُّد أحوالها ومشاريعها، وهذا عادة من عادات حكومتنا الرشيدة؛ فأهلاً وسهلاً به سائلين الله العلي القدير أن يكون في زيارته خير وبركة لهذه المحافظة وبقية المحافظات الأخرى. كما لا يفوتني أن يوم الأحد الماضي 3/ 4/ 1438 ه يوافق يوم البيعة لخادم الحرمين الشريفين؛ لذا نهنئ أنفسنا بهذا الملك ملك المرحلة الحاسمة والحازمة، وفقه الله لكل خير، ونفع به الإسلام والمسلمين، وأطال الله في عمره على طاعته، وأعانه على ما يتحمل من مسؤولية جسيمة لوطني وبقية الأوطان العربية والإسلامية. هذا الوطن لم يقصّر لا بالرجال ولا بالمال؛ فمن حقه على شعوب هذه الأوطان الذين هم إخواننا في الدين وفي اللغة، وتقف بلادي مدافعًا عنهم في المحافل الدولية منذ عهد الملك عبد العزيز مؤسس هذه البلاد - رحمة الله عليه - حتى آخر أبنائه الملك سلمان ملك الحزم والعزم - قواه الله ووفقه وإخوانه وحكومته - أن يقفوا معه. لقد حبانا الله بوطن في وسط العالم، مترامي الأطراف، كثير الخيرات، يطل على خليج وبحور، ومتنوع التضاريس والأطياف. إن وطني بحق شبه قارة، وهو قلب العالم العربي والإسلامي، ويتجه إليه أكثر من مليار مسلم خمس مرات استقبالاً للقبلة قاصدين اتجاه بيت الله الكعبة الشريفة. وطن يحكم بما قال الله ورسوله، دستوره الكتاب والسنة، بلاد التوحيد. كنا قبائل وأعراقًا شتى فوهبنا الله من جمع كلمتنا بعد رسول الله والخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين، ألا وهو مؤسس هذه البلاد - رحمة الله عليه - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، فجزاه الله خير الجزاء، وجعله في ميزان حسناته. فلماذا هذا الإرجاف ونشر الشائعات، والمحاولة لمساعدة أعداء هذا الوطن لزعزعة أمن هذا البلد وإفقاد الثقة في حكامه ومسؤوليه، ونشر الأقاويل والأكاذيب التي لم ينزل الله بها من سلطان للنيل من وطني وحكامه بلاد التوحيد والدين الإسلامي السمح, دين الرحمة والرأفة, دين العفو عند المقدرة, دين إفشاء السلام. فلماذا هي الطائفية والحقد والكراهية، والله يقول لنا في كتابه موجِّهًا {لكم دينكم ولى دين}. فيا سبحان الله، لماذا هذا القتل والدمار العجيب بيد من يقول إنه مسلم!! لا حول ولا قوة إلا بالله، فهل الإسلام يحث المسلم على قتل أخيه المسلم أو أي نفس لم تتعرض له بسوء؟ إنه لا شيء عجيبًا حدث في عقول البعض وأحلوا ما حرم الله، وأباحوا العكس، فكيف بربكم يقتل الابن أحد والديه وإخوانه أو أقاربه أو أي نفس معصومة أو من رجال وهبوا لله أنفسهم للحراسة والدفاع عن هذا البلد، وأن نعيش فيه مستقرين؟ إنها من بلوى هذا الزمن، وليست من الدين في شيء. إنهم نقمة على المسلمين أن يقتلوا أنفسهم بأيديهم. إنا لله وإنا إليه راجعون. لماذا يربط أي تقصير بالحاكم؟ ألسنا مواطنين شركاء معه، فمنا الوزير والمسؤول والمدير ومتخذ القرار.. إن ربط أي تقصير بالحاكم من أكبر الأخطاء؛ فهو مؤتمن على هذا الوطن، وقد أوكل المسؤوليات إلى عدد من المواطنين الكرام. لذا أرى وأنصح بعدم ربط هذا بذاك؛ لأن هذا من كيد الأعداء؛ لذا فكلنا مسؤولون عن هذا الوطن. إن الأعداء يحيكون لنا الفتن ونحن ننفذها ونكون وقودها، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أسأل الله التوفيق لخادم الحرمين الشريفين ولحكومته الرشيد، كما أسأل الله أن يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن نكون يدًا واحدة وصفًّا واحدًا في الدفاع عن هذا الوطن، فنحن في سفينة واحدة، والمحافظة عليها واجب، ثم واجب.. وما هذه الأحداث التي تحيط ببلادنا إلا إنذار لنا. أمَّن الله خوفهم، وحقق لهم الأمن والاستقرار أبناء وطني. وطن لا نحميه لا نستحق العيش على ترابه. هذا و بالله التوفيق.