** قالت صناديق الاقتراع كلمتها، وفاز المترشح عادل عزت بكرسي رئاسة اتحاد الكرة السعودي للسنوات الأربع القادمة.. هذا الفوز الذي قرَّره الناخبون أعضاء الجمعية العمومية في ممارسة احترافية أعتقد أنها تاريخية لكونها عكست المفاهيم والانتقادات السابقة من أن المصلحة الشخصية وليس العامة هي التي تحدد وتؤثّر على قراراتنا.. ولو أنها كانت كذلك لذهبت الأصوات للمترشح سلمان المالك في قرار قد لا يخفى على أحد أسبابه.. لكن الأعضاء فاجأوني شخصياً بقرارهم القوي المعتمد على رؤية وتمحيص كبيرين، حيث رشحوا البرنامج لا الشخص، وفضّلوا المصلحة العامة لا الخاصة، وصوّتوا باحترافية كاملة بحثاً عن اتحاد قوي وفاعل وقادر على قيادة الكرة السعودية نحو نقلة حقيقية في العمل الإداري والتنظيمي والبعيد عن الميول وألوان الأندية، حيث لم يعرف عن الرئيس الجديد سوى الحياد والاحترافية في العمل والتعامل مع الأندية وليس مع ألوانها.. وهذه نقطة مهمة جداً قد تكون أحد الأسباب الرئيسية في تفضيل عزت لدى الكثير ممن يبحثون عن المصلحة العامة ويتلمسون العدالة والأجواء البعيدة عن اللعب تحت الطاولة ومحاباة هذا النادي أو هذا الشخص على حساب ذاك.. شخصياً أتمنى أن يكون هذا القرار الانتخابي قرار خير على الرياضة السعودية، وأن يوفّق الاتحاد الجديد لتحقيق طموحات الرياضيين، وأن يوفّق أيضاً في تطبيق ما أعلن عنه من برامج وخطوات تطويرية وأن نتفق جميعاً على أن الانتخابات أفرزت الأفضل أو على الأقل من نتوقع أنهم الأفضل لمصلحة الكرة السعودية. لمسات * رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب الأستاذ عادل عزت كان هو أول من أطلق حملته الانتخابية وأكثر المرشحين جاهزية للسباق الرئاسي وأقلهم استخداماً للإعلام (حسب معلوماتي)، حيث توجه مباشرة لأعضاء الجمعية العمومية (الأندية) وخاطبهم واجتمع بهم أكثر من الظهور الإعلامي.. ونجح ليؤكّد مجدداً أن كل أو معظم ما يُطرح على الإعلام لا قيمة له أو لا تأثير حقيقياً له! * * * ** توتر لاعبي الهلال في المباريات وكثرة اعتراضاتهم على الحكام تؤكّد أهمية وجود من يتحمّل الضغط والمسؤولية خارج الملعب عن اللاعبين، ولعلنا نتذكّر كيف كان بعض الرؤساء يخرجون ليتحمّلوا الهزيمة عن اللاعبين ويتصدوا للضغوط بشجاعة انعكست على نتائج الفريق واستقرار اللاعبين نفسياً. * * * ** الآن وقد أصبح لدينا اتحاد جديد منتخب.. فما هي التأثيرات السلبية على الكرة السعودية جراء هذا التغيير وسط الموسم.. كما كان يعتقد بعضهم ويطالب بالتمديد للاتحاد السابق؟! * * * ** تشكيلة المنتخب السعودي أعتقد أنها تجاهلت اثنين من أبرز اللاعبين في الفترة الحالية في صفوف الهلال وهما سالم الدوسري وعبدالله الحافظ اللذين أعتقد أنهما سيكونان في التشكيل القادم بكل تأكيد متى استمرا بهذا المستوى الذي يقدِّمانه حالياً. * * * ** غريب فعلاً هذا (اللطم) الذي قام به عددٌ من المحسوبين على الإعلام النصراوي بعد خسارة المرشح سلمان المالك، حيث شعرنا أن الرغبة في فوز المالك لم تكن لصالح الكرة السعودية وإنما تخفي وراءها أشياء أخرى! * * * ** حركة ذكية جداً قام بها الرئيس العام لهيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بسحب ممثلي اللجنة الأولمبية وعدم دخولهم التصويت.. هذه الحركة (المدروسة) من سموه أفقدت المعارضين توازنهم وجعلتهم حائرين في تحميل فشل مرشحهم لأي جهة.. كما أنها منحت عادل عزت فوزاً صريحاً صارخاً على منافسيه، نسأل الله أن يكون لمصلحة الكرة السعودية. * * * ** احتفالية الاتحاد أمام أتليتكو مدريد بغض النظر عن الاتفاق مع التواريخ المعلنة من عدمه، وبغض النظر عن الخصم الإسباني وجدوى اختياره تحديداً بالنظر لطريقة لعبه وأسلوبه الفني غير المناسب لمثل هذه المهرجانات.. إلا أنها جاءت ناجحة جداً بفضل التميّز الذي كان عليه جمهور الاتحاد، وكذلك الروح العالية للاعبين، فهنيئاً للاتحاديين هذا التميّز. * * * ** بقاء رئيسي أهم أو أنجح لجنتين في الاتحاد السابق الأستاذ عبدالله البرقان والدكتور خالد المقرن يحسب للمصوتين الذين لمسوا بالفعل هذا النجاح وقرّروا تجديد الثقة بهما رغم الهجوم الإعلامي على البرقان تحديداً.. لكنني أعود وأكرر مرات ومرات أن هذا لا يعكس الواقع ولا يغيّر الحقيقة أو يقلّل من مجهود الشخص الناجح، فالشجرة المثمرة تُرمى دائماً بالحجارة. * * * ** من الآن فصاعداً ستكون نقاط الدوري ثمينة وثمينة جداً لكل الفرق والبطل هو من يستطيع أن يحقق في الدور الثاني النقاط المطلوبة، كما أن الهبوط سيكون من نصيب من لا ينجح في تعديل أوضاعه في الدور الثاني.. أعلم أن هذا هو الوضع الطبيعي لكنني أقول ذلك لأؤكد على أن الفريق الذي لا يفرق بين الدور الأول والثاني ولا يعطي المباريات المقبلة ما تستحقه من اهتمام سيدفع الثمن غالياً.