الذريعة الواهية التي رد بها السيد العبادي رئيس الحكومة العراقية على تصريح الناطق الرسمي للخارجية الأمريكية عن القلق من تشريع البرلمان العراقي (الموبوء) بالولاء لإيران. أن الهدف من احتواء المليشيات الشيعية بصفة رسمية كقوة مرتبطة هيكلياً برئيس الوزراء (كما يدعى) لغرض مساندة للجيش العراقي لمحاربة داعش. خوفاً من تفلتها وممارساتها خارج الأطر القانونية. وكأنها لم توغل في حق العراقيين.المدى الزمني منذ ثورة الخميني خلق وقائع ومواقف، وهيأ ظروف خلق بيئات موبوءة بما يخالف كل معتاد ومعروف. بيئات تتكاثر فيها بذور الفتنة، فإن لم تستنبت الفتنة في البيئة المهيأة لها، جلبت إليها من منابتها الطبيعية. وقارئ التاريخ لم يجد منبتا طبيعيا لاستنبات وإكثار الفتنة كأرض إيران منذ عرفها الإنسان باسم أرض فارس. بيئة أصلية لاستنبات وإنتاج الفتن خاصة في البلاد العربية. وإن كان من بيئات خارج نطاق الجغرافيا العربية، فليست إلا دعماً لوجستي للحواضن الموبوءة في الوطن العربي. لم يكن قول: المفكر الإيراني البارز دكتور صادق زيبا الأستاذ الجامعي بجامعة ظهران عن النظرة الدونية من الفرس تجاه العرب في استشهاده على عنصرية الفرس بقوله: أعتقد أن الكثيرين منا سواء أكان متديناً أو علمانياً يكره العرب. ورغم أنه رد أسباب العنصرية كما يعتقد إلى العلاقة المباشرة بين تدني المستوى الثقافي والنزعة العنصرية. إلا أنه رأى أن الأمر يختلف فيما يخص عنصرية الفرس تجاه العرب تماماً، ويؤكد أن ظاهرة العنصرية الإيرانية تجاه العرب تنتشر أكثر بين المثقفين الإيرانيين، وأن ظاهرة الحقد والضغينة تجاه السنة ورموزهم هي في الواقع الوجه الآخر للحقد على العرب. لم ينسوا القادسية. يقول «يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين تجاه العرب وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة». متعدياً إلى إثبات عنصرية الفرس تجاه العرب بحذف الكلمات العربية التي من اللغة الفارسية. وهذا بعض من كمّ هائل مما تفيض به صدور المعممين وكاشفي الرؤوس في ظهران. لذلك خلق الحقد والضغينة في أكثر من بيئة. فباسم تحرير القدس هُيئت بيئة موبوءة بقذارات أفعال ولسان حسن نصر الله الذي وقف بعد أن قبّل يد الخامنئي قائلاً: لن يكون لبنان تحت سيطرة الجمهورية الإسلامية بل جءًا منها. وظل يجري ويلهث وراء هذا الهدف في لبنان وسوريا كامتداد. وتكفلت الولاياتالمتحدة بتحقيق الرغبة الإيرانية بتقديم العناصر الإيرانية في بغداد بشخص نوري المالكي وشخصيات حزب الدعوة، للحد الذي زيف فيه آليات الأداء الديمقراطي قضائياً، بفتوى لم يفتِ بها الفقه الدستوري من قبل بفوز الكتلة الأكبر في البرلمان برئاسة الحكومة رغم خسارة مرشحها لأصوات الناخبين. لتمتد فترته بما يمكنه من تهيئة البيئة لزرع بذور الفتنة بالحشد الشعبي الطائفي، وبخلق الظرف لمستقبل الحشد الطائفي بسحب القوات العراقية من الموصل. ليصار إلى ما حدث بتشريع الحشد كقوة بيد الحكومة العراقية، وهو نفس المنهج والدور الذي تسعى إليه إيران من الميليشيات الحوثية باليمن.