العلاقات القوية التي تجمع السعودية، ودول الخليج العربي، ما زالت حافلة بالعطاء؛ نتيجة لقوتها، وتجدرها؛ خدمة لمصالح شعوب دول المجلس، وعملا على تقريب وجهات النظر بين الدول الخليجية، وشرح أبعاد المؤامرات التي تحاك ضدهم، وكيفية مواجهتها، - إضافة - إلى تعزيز روابط الأخوة بين أعضائها، ضمن حلف يسير بآلية سياسية، وأخرى أمنية، وثمة آلية اقتصادية؛ من أجل إيجاد رؤى متطابقة بشأن القضايا - الإقليمية والدولية - بحكمة، وعقلانية، وقدرة فائقة؛ ومن أجل احتواء الأزمات التي تمر بها المنطقة، ومواجهة المخاطر النووية، والصراعات الضيقة، والكوارث المستمرة، والتحديات الهائلة، والتعرف إلى مصادر الخطر، والتصدي لها. المسار الاستراتيجي في العلاقة بين دول الخليج يعتبر مؤثرا، فرضته عدة معطيات لمتطلبات التكامل، والذي يجمعها هدف واحد، تجمعها التجربة التاريخية، ويربطها الموقع الجغرافي، والحدود المشتركة، ومؤداه - في نهاية الأمر - إلى الحفاظ على الأمن القومي لدول المنطقة، وتطوير العلاقة، نحو صيغ اتحادية ضرورة جيو - استراتيجية، وفق أسبق الأولويات المكتسبة، بما في ذلك الحفاظ على المكاسب السياسية، والمصالح المشتركة، وذلك من خلال التصدي لمسببات عدم الاستقرار، ومصادر الخطر التي تمثلت بشكل - أساس ومباشر - في التدخلات الإيرانية، والحيلولة من دون تحقيق أهداف الملالي في المنطقة. تأتي زيارة الملك سلمان في ظل التحديات الأمنية الخطيرة التي تحاصر المنطقة في اليمن، وسوريا، والعراق، وبلورة مواقف موحدة بخصوص القضايا الإقليمية، والعلاقات - الأمريكية الخليجية - بعد انتخاب ترامب رئيسا لأمريكا، وبما يتلاءم والتغيّرات المحتملة في بعض السياسات الأمريكية، - إضافة - إلى المتغيرات - الإقليمية والدولية -، وقرار مواجهة الإرهاب، وتوطيد العلاقات الخليجية على أكثر من صعيد. ومن هذا المبدأ، فإن الذي يربط دول الخليج العربي المؤسس - منذ انطلاق مجلس التعاون -، هو العمل لصالح أمن دول الخليج، ودعم الأمن، والاستقرار في جميع المستويات، وفي وجه جميع التحديات، والتي ستسهم في تحقيق طموحات المواطن الخليجي في الأمن، والاستقرار، والتكامل السياسي، والأمني، والاقتصادي، والاجتماعي بين دول المجلس. المكانة الكبيرة التي يحظى بها الملك سلمان لدي قادة دول الخليج، هي بمثابة القائد، وحادي الركب، والناصح الأمين، - ولذا - فإنه يمكن لتحليل البيئة - الإقليمية والدولية -، أن يوصلنا إلى الدور الذي لعبه - خادم الحرمين الشريفين - في وضع قضية الأمن، والدفاع في مقدمة أولوياته، باعتبار أن الأمن الخليجي هو جزء من الأمن القومي العربي، وليس منفصلاً عنه؛ ولتعطي البُعد الخارجي للأمن الجماعي؛ نتيجة لازدياد الصراع العسكري في المنطقة. ووفقًا لهذه المناسبة، فإن زيارة سلمان الحزم، وفي هذا التوقيت بالذات، جاءت لتنظيم المصالح بين دول الخليج، ووضعها في ترتيبات تعاونية فيما بينها؛ لتأمين المصالح الوطنية لتلك الدول، وبأسلوب الإنجاز المرحلي الذي يمكن أن يقود إلى التوسع المستمر لإطار العملية التكاملية.