كأنهم أضغاث أحلام في ظهيرة لا يعوَّل على تعبيرها.. كأنهم صفحة في سفر قديم تهالك من إلحاح العيون.. كأنهم قدحٌ كالحٌ تعجَّن ببصمات تراكمت على مر أزمة.. كأنهم عندليبٌ حزينٌ خرج من السرب فتاه في فضاءات لا يألفها.. كأنهم بقايا عصافير فوق صخرةٍ في متاه صحراءٍ يباب.. كأنهم علامة رُحَّل ٍعن نبعٍ جفَّ وبقيت حدودُه.. كأنهم رائحةُ شواءٍ تطوَّف بها هواءٌ إلى نحو بعيد .. كأنهم اللغة.. في البلاغة, والتشبيه في المجاز .. والبحر والمداد !! ........... *** كأنّ الحنينَ الذي ينبعث عن تلك الأحلام التي تشبههم .. والسِّفْرَ القديمَ الذي يحملهم .. والقدح الكالح الذي يذكِّر بهم .. والعندلة التي تشدو بأحزانهم .. وخشاش العصافير الذي يُلمح إليهم .. والأثر, والحجر, والوتد, والرماد, والإناء, والقدح, والدلو, والحبل, ومجرى الماء في صمته الذي يشبه الرحيل...... كأنّ الصدى, والمخيلة, واللمحة, والذاكرة, والفكرة, والخاطرة .. والدواة والمرآة, والأزمنة والجغرافيا, واليابسة والماء مجتمعة لا تمت للصوت في النبرة, والعبرة, والكناية, لا تعترف بنبتة خضراء في الأسئلة, ولا ينبوع ماء في الإجابات.. حقيقة الصباح الذي لا يعرف المواسم, وطبق الليل الذي تؤوب إليه المخيلة, ومفصل الغروب الذي يطلق صافرة الحضور, وتلك القراءة في تذكرة المحطة بكامل التفاصيل, والإيذان لصافرة قطار.., ولشرح مختصر على لوحة خبرة لمحض تأويل..!!