مشوار التصفيات نحو بلوغ المونديال أشبه بالرحلة الملحمية. قبل الدخول في معترك الجولة الخامسة، فإن «الأخضر» السعودي حقق المهم، بداية قوية، بدون خسارة وفي صدارة المجموعة الحديدية. ما الذي اختلف؟، وجعل الأخضر باهياً.. زاهياً. تسعة عوامل، هي أشبه بالأسلحة، مكنت المنتخب السعودي في رأيي من التميز والنجاح في الجولات الأربع الصعبة الماضية، أوجزها بالنقاط التالية: * المدرب الجيد: وفق المسؤولون بالتعاقد مع الجهاز الفني بقيادة الهولندي مارفيك، مدرب هادئ، واثق من قدراته، يوظِّف لاعبيه بالطريقة المثلى، يقرأ خصومه والمباريات بدليل تشكيله لكل مباراة وتغييراته خلالها، والحظ الذي يلازمه. ) الإدارة الخبيرة: وجود إداري متمرّس، وصارم، ويستند على نجاحات سابقة مثل طارق كيال أعطى دعامة إيجابية للجهاز الفني واللاعبين، وخفف العبء على الإداري زكي الصالح. ) الروح والحافز: بدأنا نشاهد ونلمس ارتفاع الروح القتالية لدى اللاعبين، وتغيّر طريقة التفكير والتعاطي مع الأحداث، وهذا يأتي مع تغيّر المدرب وقدوم كيال، توفر الحافز الأهم ببلوغ المونديال يقول تيسير الجاسم:»اللاعبون الموجودون في المنتخب لم يشاركوا في كأس العالم وبالتالي طموحنا كلاعبين الانتصارات والتأهل إلى مونديال روسيا». * الانضباطية: إقرار لائحة انضباط جديدة، ووجود إداري صارم، واقتراب رئيس الهيئة من المنتخب، واعتماد لائحة المكافآت الجديدة.. عوامل أسهمت في زرع الانضباطية في معسكر الأخضر، وأداء اللاعبين في الملعب. * التفاف الإعلام: شكّل الإعلام بوسائله المختلفة أرضية خصبة للنجاح، وأعني الإعلام المؤثّر المسؤول والجاد، لم ينسق وراء أمور ثانوية، أو إثارة صفراء، بل وفّر الأجواء المشبعة بالدعم والإيجابية. * الجدولة: جدولة مباريات المنتخب في التصفيات جاءت عبر مواجهات متدرجة من حيث القوة، وكذلك إقامة المباريات على الأرض أسهمت في تعزيز فرص توفير الدعم الجماهيري. * البداية القوية: وأعني هنا تحقيق الانتصارات بصرف النظر عن المستويات، فالأهم في التصفيات تجميع النقاط، وهذه القوة في البداية زادت من مساحة الثقة، ورفعت سقف الطموح، وعزَّزت الالتفافة الإعلامية والجماهيرية. * الثبات وتنوّع الخيارات الفنية: الاستقرار على التشكيل الأساسي، والإعداد البدني العالي، والفوارق الفنية التي يمتلكها عناصر الأخضر، حيث السرعة، والمهارة، وتنوّع الخيارات الهجومية وقوتها، وتعددها كأوراق رابحة جعلت الحسم قريباً من منتخبنا وفي تواقيت صعبة من المباريات. * الجمهور: الحضور الغفير، والمؤثِّر خاصة في مواجهتيّ أستراليا والإمارات شكّل حافزًا للصقور الخضر، وقوة ضغط أربكت خصومهم باعتراف المدرب الأسترالي، وصار الجمهور سلاح فعّال للأخضر عند مواجهة خصومه. هنا نشيد بالحضور المتعاون والفعّال لروابط الأندية وحيويتها خلال المباريات. أخيرًا ،،، «كل شيء يبدأ بكلمة».