بعد ساعات من وفاة شمعون بيريز رئيس (إسرائيل) الأسبق، ظهرت على أعمدة الصحف، وشاشات التلفزة، أدوار خفية جديدة لعبها الرجل في منع قصف المُفاعلات النووية الإيرانية أعوام 2009 و 2011، ومُفاخرته بهذا النجاح، مما يؤكد مُجدداً وجود علاقة ورابط سري بين الإسرائيليين والفُرس على حساب العرب والمُسلمين وهو ما يُفسر المُتاجرة بالقضية الفلسطينية، رغم محاولة الإيرانيين التبرؤ من هكذا علاقة، والتي ليست بالضرورة أن تكون معلومة لدى أجنحة أصغر، أو مستويات أقل في كلا الطرفين؟!. اللعبة القذرة التي تقوم بها إيران في المنطقة مُنذ سنوات انكشفت خيوطها ؟ فهي تلعن أمريكا نهاراً جهاراً وتلقبها (بالشيطان الأكبر)، فيما تُبرم معها في الغرف المظلمة صفقات لصالح إسرائيل والعكس، ضمن سجل طويل من فضائح التحالف الإيراني - الإسرائيلي على حساب العرب والفلسطينيين، فذاكرة العرب ليست مخرومة، وما تزال تذكر فضيحة (إيران كونترا) في مُنتصف الثمانينيات، عندما توسطت إسرائيل وساهمت في نقل أسلحة أمريكية إلى طهران ؟ فعن أي عداوة نتحدث ؟!. اليهود مدينون للفُرس مُنذ الأزل لفضلهم (ببقاء السلالة) كما تقول الرواية، لذا تحاول طهران وضمن مُخطط استراتيجي، ومن باب الدعاية الفارسية أن توهم السُذج والبسطاء بأنها تقف مع المُقاومة الإسلامية في وجه الصهيونية الإمبريالية، فاخترعت كذبة (حزب الله) في عام 82 م، و فعّلت دوره المشبوه في لبنان ومُحاربته لإسرائيل، والتي أثبتت الأيام وتحليل الأحداث وترتيباتها أنه مُجرد خدعة (فارسية يهودية) نُفذ بحبكة دراماتيكية، و أنه ليس سوى ذراع فاسدة احتلت به طهران 3 عواصم عربية (بيروت، دمشق، بغداد) من أجل تنفيذ مُخططها التوسعي، عبر تدخلها في الشؤون العربية والتي طالت (البحرين وصنعاء)، وأمّا الدور الثاني فهو ارتداء العباءة الإسلامية للدفاع عن الأقصى، لتوهمنا بأنها من تقود المقاومة الإسلامية، وهي عملياً تُساند الفلسطينيين ضد بعضهم البعض، من أجل ضياع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي، وإظهار الفلسطينيين مُمزقين ومُشتتين وهو ذات الدور المشبوه الذي كانت تلعبه إسرائيل سابقاً، ودفعت لتحقيقه مليارات الدولارات؟!. إيران لا تريد خيراً للعرب ولا للمسلمين، وهذا ثابت بالأدلة القاطعة مُنذ قيام الثورة، والقضية الفلسطينية بالنسبة لها ليست سوى (واجهة) تحاول الاختفاء خلفها، لتبرير أطماعها التوسعية والطائفية، والتدخل في شؤون البلدان العربية، وتعطيل الجهود المُخلصة والحقيقية التي تقودها السعودية وغيرها من أجل الحفاظ على الحق الفلسطيني، والتشويش على ذلك بكل ما يخدم الوجود الصهيوني، حتى لو لزم الأمر لعن إسرائيل وشتمها في يوم عاشوراء؟ أو إقامة يوم للقدس؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.