على مدار ثلاثة اسابيع متتالية، كان الحوار مع د. نبيل الحيدري، الذي اعتمد على مؤلفه «التشيع العربي والتشيع الفارسي.. دور الفرس التاريخي في انحراف التشيع» مدخلا لكشف الزيف الإيراني حاليا وبيان الدور الذي لعبه المراجع الفرس في عهدي الدولة البويهية والصفوية، وصولا الى الخمينية وتصدير الثورة وولاية الفقيه الولاية السياسية والدينية، للسيطرة على التشيع العربي وجعله اداة ومطية لخدمة مصالحهم القومية الحيدري يكشف في حواره هدف إيران من وراء ايقاظ الفتنة الطائفية وجعل الطائفة وطنا، وربط الشيعة عبر مراجعهم بالمصالح الإيرانية، ونزعهم من هويتهم وعروبتهم. ويضيف الحيدري: إن من لم يفهم التاريخ وسطوة الفرس عليه في بناء فكر شيعي مشوه، لن يستطيع رؤية ما يجري اليوم من تدخل إيراني تحت مسميات الممانعة والمقاومة بينما تمد إيران علاقاتها مع اسرائيل وامريكا واللذين كانا يسميان بالشيطان الاكبر والاصغر، مؤكدا ان إيران تنظر باحتقار للعرب جميعا وان هدفها الرئيس البحث عن ادوات لتحقيق مصالحها لفرض هيمنتها.وهنا نص الحوار: متى ذهبت الى إيران، وهل درست في الحوزات العلمية، ولماذا اختلفت معهم؟ لقد كنت على قناعة تاريخية وسياسية بأن هناك فرقا جوهريا وكبيرا بين التشيع العلوي الذي ظل عروبيا ومتسامحا ومتكاملا ونبيلا، وبين التشيع الفارسي، التشيع الذي اريد به ان يكون اداة للتدخل وممارسة النفوذ السياسي، وهدم الاسلام، وضرب اسس الدولة العربية، واكتشفت ان رعونتهم الفارسية ظلت حاكمة لهم حتى اليوم، ولا تزال لديهم غصة منذ هدم ايوان كسرى، وسقوط الامبراطورية الفارسية رغم دخولهم الاسلام، ولهذا كان التحريف المنهجي منذ زمن بعيد، وهذا التحريف بدأ منذ العهد البويهي، وكتب المراجع الاربعة، التي اسست للجذور الفارسية في التشيع، والتي ضاعفت درجات الغلو، الى درجة أصبح الدين بالنسبة لهم أداة لخدمة سياساتهم ومصالحهم واهدافهم. كيف ذهبت الى إيران وما الظروف التي دفعت بك اليها؟ كنت قد خرجت من العراق بسبب ظروف الحرب التي طالت كثيرا، وانعكاساتها على الدولة والمجتمع، وعسكرتها، ذهبت الى الاردن، ومنها الى سوريا، كغيري ممن خرجوا من العراق، وتعرفت الى عدد من العراقيين، سنة وشيعة، وكانت الطريق الى إيران سهلة ومعبدة، رغم اني لم اكن محسوبا على أي من التنظيمات ذات العلاقة بإيران، لكنني كنت معارضا لمنطق الحرب، مثلما كانت ايضا معارضتي لمنهجية الخميني السياسية، وتصديره للثورة، وتدخله في شؤون دول الجوار، ولهذا عندما ذهبت الى طهران لم التحق بهذه التنظيمات السياسية، والتي عادت لاستلام السلطة مدعومة من إيران، فيما تستحوذ إيران على قرارهم وارادتهم السياسية، فوجدت أن التدريس في الحوزات هو الافضل، وقدر لي هذا الجانب الاطلاع على تفصيلات ومشكلات المجتمع الإيراني اليومية، وبخاصة دور رجال الدين، واكتشفت ان الدين سلعة ووسيلة واداة للتخدير، وان الدين في خدمة السياسة. هل لك موقف داخل البناء الشيعي جعلك مختلفا عنهم، او عمن اتبع ولاية الفقيه؟ انا ابن بغداد، وجدي كان من اعيان العراق واعيان الشيعة، ومن قادة ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني، وانا ممن يفتخرون بعروبتهم، وتشيعهم العلوي النبيل والاصيل، وانا لست الاول والاخير في هذا الطريق، فهناك مراجع كبار، ظلوا محتفظين باستقلالية ارادتهم، وهويتهم، ومحبتهم لآل البيت، وفي اطار الوحدة الاسلامية، والعرب هم عماد الاسلام، بشقيه السني والشيعي، ونحن نرفض كل المدخلات الفارسية على الدين، التي شوهت الدين الاسلامي، فمن ينظر للسلوك الشيعي، وبخاصة الفارسي منه، تجده سلوكا غير متوازن، ومخالفا للمنطق والعقل والدين، وهو ما دفع بالعلماء الكبار لرفضه، فالتشيع العلوي ليس دينا مستقلا بذاته، بل هو منهج الامام علي في فهم الاسلام وفي ممارسة التسامح، وفي الحياة، وهو لا يختلف مع غيره في القواعد والاسس والثوابت، بل في الاجتهادات المحكومة بالوعي والمعرفة والعقل والمنطق، ولهذا في المجتمع البغدادي كان التآلف والتسامح والتزاوج حالة عادية بيننا. هل ترى بأن التشيع الفارسي يحارب هوية الشيعة العربية؟ بالطبع هم يكرهون العرب وكل العرب بسنتهم وشيعتهم، ولا يحفلون بهم الا بمقدار الخدمات التي تقدم لخدمة المصالح الفارسية، ولهذا ظلت آلة الدعاية الإيرانية الفارسية مركزة طوال السنوات الماضية على النجف وكربلاء، وظل الفرس ينظرون الى العرب باحتقار دائما ومنهم الشيعة، وهم على قناعة بأن الشيعي الذي لا يخدم إيران واهدافها السياسية، ليس شيعيا، فما بالك بالشيعي الذي يعتز بهويته العربية والعراقية، ولهذا تجدهم اكثر اهتماما بمن يرهن لهم كامل ارادته، وللاسف هناك وسائل ابتزاز عديدة يمارسونها لايجاد هؤلاء الاشخاص التابعين لهم، تبدأ من المال واستغلال اموال الخمس والمخدرات والحشيش والضغط الديني المشوه والجنس، والتعبئة المضادة، لدرجة تصبح فيه الطائفة وطنا، وتصبح إيران المرجعية الدينية والسياسية، وهذا منطق المستعمرين، وهو منطق اليهود والفرس وهم لا يختلفون عن بعضهم كثيرا. تحاول إيران تكريس الصراع الطائفي في المنطقة، ما دوافع ذلك واسبابه؟ كما اسلفت هناك موقف وكراهية للعرب منذ سقوط الامبراطورية الفارسية، وان قرارا تم لتدمير الاسلام من خلال تزوير الدين والحقائق، في عهدي الدولة البويهية والصفوية، وما نراه اليوم من فعل طائفي، هو وريث لتلك الجذور الفارسية التي هيمنت وابتلعت وسيطرت على التشيع، وان ما نعيشه اليوم من صدام طائفي سببه إيران وسببه الجذر الفارسي في التشيع، وهذا ما وددت البحث به، والكتابة عنه، فنحن في البلاد العربية يجمعنا الدين والهوية والوطنية والعروبة والتسامح، وقد عشنا التسامح بيننا لدرجة كنا نستحي من ذكر هذا شيعي وهذا سني، لكنها إيران التي أرادت تفريس الشيعة وجعلهم ملحقين بها وخداما لها، وعملت على تحريضهم وإيقاظ الفتن، ومد يد العون لكل اوراقها وادواتها في المنطقة، شيعتها وسنتها لان هدفها تخريبي. هل إيران بهذه القوة والنفوذ للسيطرة على الشيعة وفرض ملامح نفوذ في المنطقة؟ لقد قرأت لك كلاما جميلا عن ان إيران ضعيفة من الداخل ودولة كارتونية، لكنها دولة لها مشروع تعمل على تنفيذه رغم عدم واقعيته، رهنت كامل مواردها وعلاقاتها لخدمته، لكن وكما قلت إيران بنزوحها الخارجي وانغماسها في المنطقة، هي تدافع اساسا عن دولة وحكم الملالي والخوف من سقوطه، وانها قدمت التنازلات لامريكا ليس للحفاظ على مفاعلاتها النووية، بل لفك الحصار خوفا من الانفجار، لكن الدين الإيراني بلا قيم وهو اداة تخدير، وهو اشبه ما يكون بالبزنس، هناك مستفيدون يقدمون خدمات سياسية مقابل ثمن مالي وسلطة دينية، لقد تحكمت إيران بالمراجع وبالخمس ولو سقط الخمس لوجدت اعمدة إيران تتهاوى، ولهذا فهي تسيطر عبر امكاناتها وأدواتها، ويتنازل الآخرون من اجل السلطة الدينية والمال، وعقلية البازار الإيراني واضحة في هذا الجانب. ودعني اقل لك ان واحدا من مصادر قوة إيران هو ضعفنا الداخلي، والمسافات التي وضعناها بيننا، وعدم تفكيرنا بالمخاطر الاستراتيجية التي تحاك او تحاددنا، وضعف اوراق اللعب، وغياب مراكز البحث والدراسات الاستراتيجية، والاعلام الاستراتيجي المخطط له والهادف، وللأسف هناك من ينظر للشيعة العرب بأنهم جميعا في السلة الإيرانية وان عروبتهم وهويتهم مشكوك فيها، وهذا ليس دقيقا على الاطلاق، فكثير من الشيعة وقعوا ضحية التأثير الإيراني، وهم ينتظرون ان تفرز الساحة العربية مصادر قوة حقيقية لوقف المد الفارسي، فهم من قاتل الاستعمار البريطاني وقاتل في فلسطين، وقاتل إيران في حربها على العراق في الثمانينيات رغم اختلافي ومنطق الحرب الا انها كانت نتاجا لسياسة تصدير الثورة الخمينية. كيف تقيم الدور الإيراني في المنطقة، والى اين يتجه؟ للاسف هناك الكثيرون ممن لا يدركون جذور الفكر الفارسي في السياسة الإيرانية وفي التشيع، وقد اشرت اليه انت في دراستك حول البعد الايديولوجي في السياسة الخارجية الإيرانية، ولهذا تنظر إيران بان وجهة تأثيرها وفضائها السياسي يكون عبر الشرق الاوسط، وتقابلها كتل سياسية ودينية كبيرة، فهي تنظر لتركيا بأنها الوارث للعثمانية السنية، وتنظر للسعودية ودول الخليج بأنها مركز السلفية التقليدية، ومستودع للعروبة، وهذان العاملان من العوامل التي يتكسر عندها المشروع الفارسي في المنطقة، وبعد ان سيطرت على شيعة العراق، وعلى العراق بعدما تنازلت عنه امريكالإيران، وجدت إيران أنها الحاكم الفعلي لدمشق والشريك الرئيس في لبنان، وعملت على دفع الحوثي للتجاوز عن الزيدية التقليدية، بالدعم المالي والسياسي، لتحقيق اهدافها، لكنني لا ازال عند قناعة وهي كلما انغمست إيران في المنطقة، احترقت اوراقها وسقطت في الداخل. كيف نظرت الى عاصفة الحزم مؤخرا كمفكر وكيف رأيت الدور الإيراني؟ لقد تابعت ما يجري في اليمن منذ خروج الرئيس المخلوع علي صالح، ومنذ التدخل الخليجي بالمبادرة الخليجية، لمنع انهيار اليمن، وكنت على اطلاع كبير حول التعاون الإيراني مع تنظيم القاعدة، ونقل عدد كبير منهم الى اليمن، وتعاونها مع الحوثيين ومع علي صالح، لكن الفقه السياسي الإيراني، بالمحصلة كان يدفع بالفوضى في اليمن، يرغب بدولة فاقدة السيادة والمناعة، وبروز للميليشا الحوثية المنظمة، وعلى خاصرة الخليج، في فوضى طويلة، تؤثر في الامن الخليجي، وانا اتفق معكم تمام الاتفاق ان إيران تعمل على تنفيذ مشروع التفتت في المنطقة، ولهذا كانت عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية ضمن المبادرة الخليجية ووفقا لقرارات الاممالمتحدة، الا انني كنت اراها ايضا انها شكلت صفعة كبيرة لإيران في المنطقة أفقدتها رشدها وصوابها واتزانها وغدت تطارد خيط دخان للحفاظ على هيبتها، لكنني انظر الى انها بداية لتراجع الدور الإيراني في المنطقة وصعود للدور العربي السعودي. ما الذي دفع بك لكتابة مثل هذا الكتاب الجامع الذي ارخ لجذور التشيع الفارسي، واختلافه عن التشيع العلوي؟ اثناء تدريسي في الحوزات العلمية في إيران، ومن خلال متابعاتي اليومية للمشهد الديني، وبحكم تكويني الثقافي والديني، رأيت كثيرا من الظواهر الغريبة والتى تظهر في التشيع الفارسي على الخصوص، وهى مخالفة لصريح القرآن الكريم والسنة النبوية والعقل السليم وتورث الكراهية مع اشقائنا السنة، وتراكم هذه الظواهر جعلنى أبحث في جذور ذلك وأسبابه وتاريخ نشوئه وظروف ذلك. متى أدخلت إلى التشيع وكيف كانت ردود الفعل آنذاك لا سيما موقف أئمة أهل البيت منها، حيث نجد أهل البيت بالضد من ذلك كله. ثم كيف تطورت في المراحل التاريخية المختلفة لتصبح جزءا من الدين والعقيدة وهما منها براء، وهذا ما دفعني للعودة والاعتماد على المصادر الرئيسة والاصلية والاولية وليست المراجع الثانوية. ما أهم الظواهر الغريبة على التشيع وكيف أثبتّ كونها بعيدة عن الإسلام؟ اثناء تجوالي المعرفي والبحثي المنظم استوقفتني العديد من الظواهر التي احتاجت مني الرجوع الى الاصول والجذور، ولعل هذه الظواهر تتمثل في ظاهرة السب والشتم للصحابة، وظاهرة الاهتمام بالامام فوق درجات النبوة، والظاهرة الاخرى كراهية العرب رغم فضل العرب على الفرس في إدخالهم الاسلام، وظاهرة الاستحواذ الإيراني على المرجعيات ذات الطابع السياسي، وعدم الفصل بين التطلعات الفارسية والاستخدام والتوظيف الديني في إيران، ولكنني توقفت كثيرا عند ظاهرة الغلو في الإمامة التى سميتها "لاهوت الإمامة" حيث يرتفع فيها الإمام فوق النبوة ليحتل صفات الإلوهية والربوبية بمختلف أبعادها، وعندها يفتقد التوحيد معناه ويهمل القرآن بسبب الإيمان بتحريفه والذي سوف يظهره المهدي المنتظر لينتقم من العرب والخلفاء والسنة وينتصر للفرس كما يزعمون في ثقافة الكراهية والبغض واللعن وهي الظاهرة الثانية المهمة، فضلا عن ظاهرة الطقوس والبدع وما يصاحبها من مراسيم تتجلى فيها تلك الثقافات الغريبة. هذا إضافة إلى ظواهر أخرى كثيرة تناولتها في كتابي، وإثبات من أدخلها، وكيف أدخلها وهدف إدخالها، وفي أى فترة زمنية... خصوصا أيام السيطرة الفارسية كالبويهية والصفوية. ثمّ مقارنتها بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة وسيرة آل البيت لا سيما الإمام علي الذي رفض الغلو كما رفض التكفير وثقافة الكراهية إضافة الى رفضه الطقوس والبدع والهرطقة. تناولت باهتمام الفترة البويهية وترى أنها الفترة الاولى لتشويه التشيع ودخول الجذور الفارسية فيه، لماذا هذه الفترة؟ البعض حاول دراسة الفترة الصفوية التى حكمت (1501-1736) حيث الشاه الصفوى والفقيه صاحب لقب «شيخ الإسلام» محمد باقر المجلسى الذى يعتبر الشاه ممثّلاً للأئمة ووضع شجرة نسب له إلى أهل بيت النبوة، وذكر منامات لعلاقاته بالإمام علي والمهدى المنتظر وتأليفه موسوعتى «بحار الأنوار» و«مرآة العقول». والدور الصفوى الذى كتب عنه حتى المستشرقون مثل (كولن تيرنر) في كتابه «التشيع والتحول في العهد الصفوى»، بل حتى من المفكرين الإيرانيين لا سيما عالم الاجتماع علي شريعتي في كتابه «التشيع العلوي والتشيع الصفوي» حيث انتقد الدولة الصفوية واعتبر ما يحمله الإيرانيون اليوم تشيعا صفويا لا علاقة له بالإمام علي بن أبي طالب. لكن الحقيقة إضافة إلى أهمية تلك المرحلة، الا ان هنالك مراحل أخرى لا تقلّ خطورة وأهمية في أكثر من ثلاثين مرحلة لا سيما قبلها بما يقرب خمسة قرون وهى مرحلة الدولة البويهية في العراق (932-1065)، وخطر الدولة البويهية كونها المنبع الأيديولوجي الذي ترعرعت فيه أولى البدع والغلو الغريبة عن العقيدة الإسلامية متمثلة بتأليف الكتب الحديثية الأربعة: «الكافي» للكليني، و«من لا يحضره الفقيه» للصدوق القمي، و«التهذيب»، و«الاستبصار» كلاهما للطوسي. بما يوازى الصحاح عند السنة بل هى أعظم بقدسيتها. واحتوت هذه الكتب على آلاف من الأحاديث لغُلاة وضّاعين نقلوا أحاديث منسوبة ليست إلى الرسول أو الإمام علي بل نسبت زوراً إلى جعفر الصادق أو محمد الباقر... فضلا عن دراسة مؤلفي هذه الكتب (الكلينى والقمى والطوسى) وتقييمهم ولماذا باتوا مرجعا دون أساتذتهم الفقهاء العرب، وكذلك كتب الفرس الثلاثة باتت مرجعاً دون الكتب الأخرى. وكانت هذه الكتب هى المرجع الأساس لكل من جاء بعدهم خصوصا الكافي، حيث رووا حديثا عن منام في رؤية للمهدى المنتظر عن شخص مجهول (الكافي كاف لشيعتنا) ما يجعله مقدسا فوق النقد رغم أن أكثر الأحاديث الواردة فيه غير صحيحة وتمتلئ بثقافة الكراهية والغلو والبدع والهرطقة وعن رواة عرفوا بالوضع والتدليس حتى اعتبر الفقيه العربي هاشم معروف الحسني 100 فقط حديث صحيح من مجموع ما يقرب ستة عشر ألف حديث منسوبة ضعيفة موجودة في الكافي. علما أن الشيعة في المراحل الأولى يعتبرون محدّثين إخباريين يعتمدون بالدرجة الأساس على الحديث دون غيره من المصادر فاعتبروها صحيحة. كيف ولماذا كان كتابكم حول جذور التشيع الفارسي؟ في البداية كنا من المبهورين بالثورة الإيرانية، بانها ثورة اسلامية، حتى كشفت عن انيابها ومطامعها ومزاعمها، ولا شك ان من كان خارج إيران كان يسمع اشياء ايجابية، سرعان ما تهاوت، وازدادت قناعتي بأن الثورة الإيرانية ثورة فارسية تلبس لباس الدين، بعدما اقتربت منها، ووجدت الاثر الفارسي الكبير، في نهجهم الفكري والديني والسياسي، لكنك عندما تشاهد مظاهر كبيرة مقزّزة مثل ما يسمى «فرحة الزهراء» بقتل الخليفة الثاني وممارساتهم فيها حيث لا يقبلها عاقل أو مسلم شريف. كما تلاحظ العنصرية ضد العرب من جهات عليا مسؤولة وشعارات ضدّ العرب مرفوعة وغيرها من الأمور اليومية والظواهر الغريبة التى تلحّ عليك في ضرورة مراجعة مصادرها وتاريخها ونشوئها. ركزتم كثيرا على دور المراجع العرب في محاربة الجذور الفارسية في الفكر الشيعي او نبذهم إياه؟ بالطبع هناك محاولة ومؤامرة فارسية ضد رموز التشيع العربي تاريخيا وحاليا، لا بل ان بعضهم جرد وحورب وهمش بسبب موقفهم من البدع الفارسية وموقفهم من ولاية الفقيه، وهناك من تميزوا بحركات إصلاحية كبيرة في التراث وتنقيحه أمثال محمد حسين فضل الله وهاشم معروف الحسنى ومحسن الأمين ومحمد باقر الصدر ومهدى الحيدرى ومحمد مهدى شمس الدين ومحمد جواد مغنية ومحمد حسين كاشف الغطاء وغيرهم، حيث لهم حركات إصلاحية فكرية واسعة في تصحيح التراث الشيعى من الغلو والبدع والكراهية والطقوس وسعيهم نحو الوحدة الإسلامية، فهنالك تفصيل عن حركة كل واحد منهم وأبعادها مثلا محمد حسين فضل الله رفض الكثير مما ينسب للتشيع لكنه واجه حملة تكفيرية من الفقهاء الفرس، حيث صدرت أكثر من مائة فتوى ضده أهمها "ضال مضل" جمعت تلك الفتاوى في كتاب "الحوزة العلمية تدين الانحراف" لمؤلفه المشهدى من مدينة مشهد الإيرانية كما حوربت المرجعيات العربية الإصلاحية الأخرى. واضح أنك تحاول تأسيس مشروع كبير متكامل للوحدة الإسلامية؟ لا أزال اؤمن بأن التشيع العلوي ليس دينا بحد ذاته وانما هو منهجية في الاجتهاد ولكن وبعد استقراء الظواهر الغريبة في التشيع الفارسي ومحاولات الفقهاء العرب لإصلاح التراث الشيعى، فإنّ الكتاب يحاول تأسيس مشروع كبير متكامل لحل تلك الإشكالات بالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة الصحيحة وسيرة أهل البيت وذلك بعد تنقيحها مما يزيل ما علق به من غلو وبدع وكراهية وطقوس غريبة. نبيل الحيدري في سطور ولد في بغداد، اهتم مبكرا بهوايته في الرسم، حصل على الجائزة الأولى للفنانين الشباب بعد إقامته معرضه الشخصي الأول في بغداد، تشرين الأول 1970 الدراسة الأكاديمية: قسم الفيزياء - كلية العلوم - الجامعة المستنصرية. كتب ونشر بعضا من كتاباته الشعرية والأدبية، فضلا عن نشره رسوما كاريكاتيرية في مجلات وصحف عراقية، وكتب في صفحات الطلبة والشباب. عمل في مجال الرسم والتصميم الفني خلال الثمانينات والتسعينات. شارك في العديد من المعارض التشكيلية داخل العراق وخارجه، عمّان، بيروت، لندن، باريس. يُعد ويقدم حالياً برنامجين أسبوعيين هما: "حوارات"، و"عالمٌ متحول"، فضلا عن إعداد "ملف العراق"، ومشاركات إذاعية أخرى. غلاف كتاب «التشيع العربي والتشيع الفارسي.. دور الفرس التاريخي في انحراف التشيع »