طالعت في «الجزيرة» بتاريخ 28 من ذي القعدة 1437هجري ما كتبه الدكتور أحمد الحسين تحت عنوان (الجامعات المؤثِّرة.. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نموذجاً). بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس المعهد العلمي بالبدائع التابع إلى جامعة الإمام محمد بن سعود. وجدت حروفي تشتاق بكل وفاء وحب أن تسطر بعض الحروف والكلمات عن هذا الصرح العلمي الكبير. ما أجمل ذكريات الدراسة في جميع مراحلها. مع ما يكون فيها من متاعب وبعض الصعوبات وصراعات مع الاختبارات.. وقد وجدت نفسي في اشتياق إلى مكان قد عشقته وفي كل ركن فيه لي ذكريات جميلة فكيف لا. وهذه الذكريات مع الأحباب والأصحاب والإخوان زملاء الدراسة. وكذلك مع كوكبة مباركة من رجال التربية والتعليم ووجدت هذا العشق والوفاء الكبير يقودني إلى صرح من صروح العلم والمعرفة تخرّج منه عدد من الطلاب. تقلّدوا عدداً من المناصب في بلادنا الغالية منهم من هو في سلك القضاء ومنهم في الوظائف المدنية والعسكرية المتقدمة. ومنهم من أبدع في القطاع الخاص. عمره الآن خمسون عاماً ومع تقدم عمره إلا أنه يزداد شموخاً وحيوية رأيت فيه الماضي الجميل والتجديد والتطوير بما يناسب العصر الحديث. غبت عنه سنوات طويلة وقد مكثت فيه ست سنوات كانت من أجمل أيام حياتي العلمية.. لما تلقيته وزملائي من أفضل العلوم فيه على يد كوكبة مباركة من المعلمين الأفضل.. وإدارته المتميزة بذلك الوقت بقيادة الأستاذ الوالد عبدالله الوهيبي حفظه الله.. واليوم أجد المعهد العلمي بمحافظة البدائع. ما زال متمسكاً بالانضباط ويسير على نهج المعلمين الأوائل. بقيادة جديدة. جعلت من الأسلوب التربوي الحديث نبرساً لها. وتسعى إلى تحصين الطلاب من كل فكر مدمر ومخرب وزرع حب الوطن في قلوب طلابه. جعلت التطوير والتجديد والحوار مع الطلاب من أهم. شعارات إدارته رأيت في المعهد العلمي بمحافظة البدائع بقيادة الأستاذ صالح بن حمد المقبل. ما يثلج القلب ويشرح الصدر ويمتع العيون. من حيث توفير البيئة العلمية المتكاملة. بتوفير الفصول الدراسية والصالات العلمية التي تحتضن كل وسيلة حديثة. التي تجعل الطالب يقبل على العلم ويحلق في سماء الإبداع وقد بذلت إدارة المعهد العلمي جذب عدد من الطلاب من حيث تفعيل عدد من الحوافز التي وفرتها جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية التابع لها المعهد العلمي بالبدائع. وما يزيد من الفخر والاعتزاز ما وجدته من طلاب المعد من حسن الأخلاق وفن الاستماع في المعرض والحفل التي قامت بها إدارة المعهد عن التوعية بأضرار المخدرات بالتعاون مع إدارة المخدرات بمنطقة القصيم. وكان برعاية كريمة من شركة مصنع مياه القصيم. وهذه من ضمن البرامج التي يقوم بها المعهد من أجل حماية طلابه من أضرار المخدرات ولا تقتصر برامج المعهد على هذا البرنامج. فهو نهر لا ينقطع من البرامج والفعاليات التي فيها خير إلى شبابنا. أبدعت أبو هشام والعاملون معك في قيادة هذا الصرح العلمي المبارك ووجدت أن الجميع يعمل وأستطيع أن أقول إنني شاهدت خلية نحل من حيث التعاون والنشاط بالمعهد. والشكر كذلك إلى جامعة الإمام محمد بن سعود على دعمها الكبير لهذا المعهد منذ خمسين عاماً. ونطمع من الجامعة بقيادة معالي الدكتور سليمان أبالخيل الذي بصماته وجهوده مميزة في المعاهد العلمية ومما يدل على حرصه رعايته الحفل النهائي للأندية الصيفية بمنطقة القصيم المقام بالمعهد العلمي بالبدائع. علماً بأن الأندية الصيفية المقامة بالإجازة الصيفية بالمعاهد. تحتضن في كل صيف عدداً من شباب الوطن. يقدم لهم كل مفيد ويحفظهم من كل فكر ضال. فعلاً حق لهذا المعهد أن يصبح رائداً من رواد التعليم بمحافظة البدائع نظير ما قدّمه خلال نصف قرن من الزمن. وأسال الله العلي العظيم أن يحفظ لنا قائد هذه المسيرة المباركة الذي يجد منه التعليم وطلابه والقائمون عليه كل رعاية واهتمام. وحفظ الله ولي عهده الأمين وولي ولي العهد وجنودنا البواسل.. ودمتم...