تحاول بعض القوى والدول إما بشكل معلن أو بالصيغة المبطنة والبعض منها الحياد - تحاول -محاصرة العرب والإسلام ودول الخليج العربي وبالتحديد السعودية، من خلال أحزاب وجماعات دينية وميليشيات وتحالف دولي تحت مظلة المؤتمرات من أجل تفكيك العرب ووحدة أهل الجماعة والسنة، ومحاولة تغليب الأقليات الدينية والعرقية والجماعات العسكرية وجعلها نافذة والذراع المقاتل في أيدي الدول الكبرى. تتحرّك روسياوإيران وأوروبا وأمريكا المحايدة إلى جعل آسيا الوسطى دولاً وشعوباً: الشيشان، كازاخستان, أوزبكستان، تركمنستان، أذربيجان، قيرغيزستان، طاجكستان، وجنوباً أفغانستان، جعل هذه الدول معادية لتوجهات المذهب السني وإن كانت هذه الشعوب على مذهب السنة والجماعة، وتحويلها إلى شعوب ودول معادية للعرب والدول الواقعة في غرب آسيا بما فيها تركيا. تشكّل روسياوإيران وأوروبا أشبه بالمحور ضد ما يسمونه المد الإسلامي السني، ومحاولة جمع الأقليات الدينية الإسلامية وغير الإسلامية والأقليات العرقية غير العربية داخل الدول العربية لتكون حلفاً واحداً بقيادة إيران ضد الدول العربية والعالم السني، تريد إيران أن تنقل المواجهة العربية الإيرانية إلى مواجهة شعوبية ومذهبية وهذه محاولات قديمة حاولت إيران بعد سحق إمبراطورية ساسان وفارس وانتشار الإسلام السريع في آسيا الوسطى حتى حدود روسيا اليوم من بداية القرن الأول الهجري أن توجد هذه المعادلة الفارسية العربية والمذهبية الدينية، لكنها فشلت وبقيت إيران معزولة عن تكوينها الجغرافي في آسيا الوسطى بسبب المذهبية، وتصادمها التاريخي مع دول الخليج. الطارئ الجديد في هذا الحلف (الجديد ) دخول روسيا وتوافق دول أوروبا على العمل لعزل الإسلام السني عن محيطه العربي، وتفكيك العالم السني إلى مذاهب وجماعات طائفية وسياسية، وهذه من الأحلام التاريخية لأن الأقليات المذهبية في العالم الإسلامي، والأقليات العرقية في الوطن العربي غير قادرة على قلب الموازين لتاريخ طويل أكثر من (14) قرناً مرّ بها الإسلام في تقلبات أشد من الوضع الراهن، ومر بأزمات أقوى من الصراع القائم ففشلت كل المخططات في قلب موازنات الأغلبية لصالح الأقلية. التقت مصالح روسيا في فك الحصار الإسلامي لحدودها الشرقية، وإيران لعزلة المذهب الشيعي، وأوروبا ما تراه مداً إسلامياً اجتاح بلدانها، لكن الإسلام والدول العربية بإذن الله ستخرج من هذا النفق الطويل بأقل الخسائر.