كلما سمعت أو قرأت أو شاهدت ما يجري في الساحة الرياضية، من فوضى إعلامية أو تجاوزات إدارية من قِبل اتحاد الكرة وبعض لجانه، دون أن تجد من يردعها أو يعريها، تذكرت الرئيس القوي الذكي خالد البلطان، وكيف وقف في وجهها وتصدى لها وكشف المتورطين بارتكابها على حقيقتهم، بما فيهم الإعلاميون الرعّاع المنتفعون الذين لم يتردد في وصفهم ذات يوم ب(الحثالة والكلاب المسعورة).! اليوم ونحن أمام واقع إعلامي ورياضي مؤلم يزداد تدهوراً وضياعاً يوماً بعد آخر، نحتاج لشخصيات قيادية صارمة كما البلطان الذي لم يدافع في فترة رئاسته للشباب عن ناديه فحسب، بل قدم لنا نموذجاً في كيفية التعامل مع الأخطاء الفادحة والتدابير المشبوهة، لصالح أندية على حساب أخرى تضررت من غياب مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص..! المرحلة المقبلة للرياضة السعودية ولكرة القدم تحديداُ تتطلب وجود رجل بكفاءة وفكر وخبرة وقوة وفطنة خالد البلطان، ولو كنت مكان الأمير عبد الله بن مساعد لبذلت المستحيل لإقناع أبو الوليد بالترشح لرئاسة اتحاد الكرة في الانتخابات القادمة، وحينها أجزم أنه سيقف في وجه كل من تسول له نفسه العبث والتلاعب والتطاول والفساد، وسيعيد للكرة السعودية هيبتها ومكانتها وعصرها الذهبي الغني بالإنجازات أندية ومنتخبات.. من ورّط البخاري؟! السيئ في تغريدة الدكتور عبد اللطيف بخاري، ليس فقط مضمونها بل توقيتها وبكونها من عضو حالي في مجلس إدارة اتحاد الكرة، وكذلك حماسه للحديث ضد الهلال في بداية الدوري، بينما لم يغرد ولم يتهم تصريحاً أو تلميحاً الأهلي وقبله النصر إلا بعد تحقيقهما بطولة الدوري، رغم تأكيده عبر إذاعة ufm على أنه شعر مبكراً بنفس الترتيبات لتتويجهما في المواسم الأخيرة الماضية.! شخصياً كنت سأحسن الظن في تغريدته وفي تصريحه عن الأهلي والنصر، وكنت سأطالب بانتظار ما سوف تسفر عنه التحقيقات لو لم يتراجع عن كلامه من خلال مداخلاته العديدة في اليوم نفسه، ولم يكتف بذلك وإنما سمعناه متناقضاً بين مداخلة وأخرى، ما يدل على أنه لم يغرد للمصلحة العامة أو لكشف حقائق مغيبة بقدر بحثه عن فرقعة إعلامية لغرض الشهرة، أو - وهذه أخطر - أنه كان يستهدف تعطيل الهلال وتأليب الرأي العام ضده، بدافع ميوله أو بإيعاز من أطراف أخرى، يهمها تشويه صورة الهلال وإبعاده عن المنافسة، خاصة أن مثل هذه الاتهامات صادرة من مسؤول في الاتحاد، ما يعني أن تأثيرها سيكون بالغاً على كل الأصعدة .. الغريب والمريب في الموضوع أن الدكتور بخاري ظل صامتاً أمام مسلسل الأخطاء والكوارث والتجاوزات التحكيمية والانضباطية والتنظيمية، التي ارتكبها اتحاد الكرة لفائدة أندية بعينها في الوقت الذي كان فيه الجميع يرصدها ويناقشها وينتقدها، فلماذا لم يتحدث عن الأندية الأخرى مثلما فعل مع الهلال وبلغة غير مؤدبة، علماً أن الهلال لم يحظ بنفس الدعم والتسهيلات التي تستدعي استنفار الدكتور، وكلامه عن وجود ترتيبات دنيئة ليحصل بموجبها على بطولة الدوري ؟! الآن وبعد أن تسبب د. بخاري بتغريدته وتصريحاته بإثارة البلبلة وزيادة احتقان الوسط الرياضي ، على هيئة الرياضة قبل اتحاد الكرة التدخل واتخاذ الإجراءات الحازمة معه سواء بتقديم ما يثبت صحة اتهاماته، وعندها سنحترمه وسنكون أول من يصفق له على شجاعته وغيرته، أما إذا حدث العكس وتأكد أن كلامه مجرد أوهام وأراجيف بلا دليل، ففي هذه الحالة فإنّ إبعاده عن اتحاد الكرة ومنعه مستقبلاً من تولي أية مسؤولية هو القرار المناسب والعقاب الرادع لطيشه وتهوره ..!