تستعد داريا المدمرة قرب دمشق وبعد حصار من قبل الجيش الاسد دام نحو أربع سنوات لتنفيذ اتفاق يقضي بخروج آلاف المدنيين والمقاتلين من هذه المدينة التي طالما كان لها رمزية خاصة لدى المعارضة السورية. وبالتزامن مع عملية اخلاء داريا، تتواصل الجهود الدبلوماسية في مسعى لاستئناف مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين بلقاء جمع الجمعة وزير الخارجية الاميركية جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف. وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في داريا الخميس، وفق الاعلام الرسمي، الى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل الى ادلب (شمال غرب) و»4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم الى مراكز ايواء» بدءاً من امس الجمعة من هذه المدينة، فضلاً عن تسليم المقاتلين لسلاحهم. وافادت مراسلة وكالة فرانس برس عند مدخل داريا الجنوبي الجمعة ان قافلة اولى من سيارات الهلال الاحمر دخلت المدينة المدمرة من دون ان يتضح موعد بدء عملية الإجلاء، كما يجري تحضير القافلات لدخول المدينة واخراج الاهالي والمقاتلين. وأفاد المجلس المحلي لمدينة داريا المعارض على صفحته على فايسبوك ظهر امس الجمعة ان «عملية خروج الاهالي من داريا ستبدأ بعد وقت قريب» على ان تستكمل. واظهرت صورة نشرها مجلس المحلي احد الشبان وهو يقبل اسم داريا على احد جدران المدينة. ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الاسد في آذار/ مارس 2011، كما انها خارجة عن سلطة النظام منذ اربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات الى نزاع مسلح، وهي من اولى البلدات التي فرض عليها حصار. وقال احد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة لفرانس برس عبر الهاتف من بيروت ان داريا تعيش اليوم «اصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والام تودع ابنها الشهيد عند قبره». يجمع سكان داريا، وفق قوله، «اغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لاربع سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون أي ذنب».