- لا أجد فيما سأطرحه من تعارض، مع أمنياتنا « كلنا « بالتوفيق لمنتخبنا الوطني في مشواره الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2018، بالرغم من أنني أدرك تماماً حساسية مثل ذلك، لكنه يظل هاجساً يتعلق بحاضر ومستقبل كرتنا ورياضتنا كون واقعنا الرياضي يعيش حالة أشبه بالميئوس منها، مما استفز حرفي ليتحدث للعقلاء والعقلاء فقط وهم كثر ممن يهمهم تواجدية رياضة الوطن المؤمنون بأنّ الرياضة إحدى واجهاتنا الحضارية والتنموية ليقول: إذا ما اتفقنا على أن انكسارات كرتنا ورياضتنا عموماً ليس له علاقة بالإمكانيات من ملاعب ومنشآت وأدوات وكوادر، فلعلنا نتفق على أن « أس « مشاكلها في ضعف اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بالمكان المناسب، والتعامل مع كثير من تجاوزاتها بأساليب المواربة وغض الطرف والكيل بمكيالين في غالبيتها كمحصلة طبيعية للعمل المرتبك والانتقائي لاتحاد ضعيف، بلغ به الضعف حد تبادل الاتهامات بين أعضائه، وتشكيك كل منهم بعمل الآخر بما يشبه تصفية الحسابات الخاسر الأكبر فيها رياضة وطن بتاريخها ونزاهتها بأنديتها ورموزها وهم المؤتمنون مع الأسف على هذه المنظومة !! - ويبقى احترافنا الأعرج الذي يدار بنفس عقلية الهواة وبذات الفلسفة التي كانت تدار بها رياضتنا قبل أكثر من ربع قرن مشكلة أخرى، ناهيك عن شح المواهب والعناصر القادرة على الدفاع عن ألوان منتخباتنا الوطنية في ظل اعتماد الأندية على استقطاب اللاعب الجاهز وإهمال غالبيتها للقاعدة، مما أصبح من تقديم مواهب جديدة مسألة فيها نظر!! - ويمكن أن نشير دونما تفصيل إلى اهتمام نجوم الملايين بالشكليات أكثر من اهتمامهم بالفانلة وبما يقدمونه من أجلها داخل المستطيل ! - وما دامت كرتنا بهذه الوضعية المؤسفة وما دام لدينا عدد من اللاعبين المحترفين من غير السعوديين لديهم القدرة والاقتدارية، فلماذا لا يستفاد منهم من خلال منحهم « جواز سفر» كما ينص على ذلك نظام الاتحاد الدولي لمن لم يسبق له تمثيل بلاده دولياً، باعتباره إجراء نظامياً معمولاً به في غالبية دول العالم ولسنا استثناء، وقد سبقتنا في ذلك دول عدة وقريبة نتشابه وتتشابه معنا في كل شيء، لدرجة أن هناك مواهب كانت بيننا وتحت أنظارنا وأصبحت اليوم هي من يصنع الفارق أمامنا !! - وألعابنا المختلفة « حكاية أخرى» فهي ليست بأحسن حال فقد أكتفينا في أولمبياد ريو دي جانيرو بدور المتفرج ومحصلتنا خلال ( 44) عاماً ( 3) ميداليات ليس من بينها أية ذهب !! وسنظل هكذا طالما أن الاستراتيجيات الواضحة لصناعة البطل غير موجودة أصلاً، بالإضافة إلى انشغال أندية الكرة بالكرة وبالتالي محدودية مخرجاتها في الألعاب المختلفة وبالذات الفردية منها، مما يجعلني أتساءل : أليس من الأفضل أن تستحدث مؤسسات رياضية خاصة تعنى بالألعاب الفردية بعيداً عن مسؤولية أندية الكرة، وتشجيع القطاع الخاص من مؤسسات وشركات لتبنِّي صناعة البطل الأولمبي كمشروع استثماري سبقتنا إليه العديد من الدول ؟!! - وفي النهاية يظل الأمل أن نرى رياضتنا الخضراء بكرتها وألعابها وهي تستعيد عافيتها وحيويتها وعولمتها وهذا هو الأهم في الموضوع .. وسلامتكم. - مرات