قاد النجم نيمار البرازيل إلى ذهبية تاريخية في كرة القدم، وحقق العداء البريطاني محمد فرح ثنائية رائعة في 5 و10 آلاف م مرة ثانية على التوالي، فيما فاجأ العداء الأمريكي ماتيو سنتروفيتس والجزائري توفيق مخلوفي حامل لقب 1500 م والكيني المرشح اسبل كيبروب السبت في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية. وابتسمت الألعاب التي وصفها رئيس اللجنة الأولمبية الدولي الألماني توماس باخ ب«الرمز» للولايات المتحدة التي تحلق بصدارة الميداليات مع 43 ذهبية، فيما صمدت بريطانيا مجددًا في المركز الثاني (27) بفارق ذهبية واحدة عن الصين (26). وكانت المنافسات نشطة للغاية السبت، وتم توزيع 30 ذهبية. واعتبر باخ ألعاب ريو دي جانيرو كانت «رمزًا»، وأن البرازيليين المضيفين «رائعون» على الرغم من قلة الحضور الجماهيري في الملاعب، والمشاكل المرتبطة بالمنشطات. ماراكانا البرازيل ذهب وأخيرًا اقتنص البرازيليون لقبهم الأولمبي الضائع من داخل معبدهم الكروي «ماراكانا»، عندما قادهم الولد الذهبي نيمار إلى الفوز على ألمانيا بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وطردت البرازيل قسمًا من شياطينها على أرضها؛ فبعد خسارتها المؤلمة أمام الأوروغواي 1-2 في المباراة الحاسمة لمونديال 1950 في الملعب المهيب قبل تجديده، ثم سقوطها المفجع أمام ألمانيا بالذات 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014 في بيلو هوريزونتي، أكملت مجموعة ألقابها بذهبية، بحثت عنها في 13 مشاركة أولمبية من دون جدوى. قبل ريو 2016 أفلتت الذهبية من البرازيل ثلاث مرات في النهائي؛ فخسرت في لوس أنجليس 1984 أمام فرنسا صفر-2، وسيول 1988 أمام الاتحاد السوفييتي 1-2 بعد التمديد، ثم في النسخة الماضية في لندن 2012 أمام المكسيك 1-2 عندما كان نيمار في صفوفها، لكن النهائي الرابع تحقق في عقر دارهم وملعبهم الذي تحول أخيرًا من نقمة عليهم إلى نعمة. وسجل نيمار هدف الافتتاح من ركلة حرة رائعة، ثم انتظر حتى اللحظة القاتلة ليجسد دور البطل الكبير بترجمة ركلة الترجيح الحاسمة. وبعد المباراة أعلن نيمار أنه لا يريد أن يبقى قائدًا للمنتخب بعد اليوم: «هذا أمر ناقشته مع عائلتي اليوم. لا أريد أن أكون قائد المنتخب بعد اليوم»، دون أن يوضح الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار. فرح نجم المسافات الطويلة وحقق البريطاني محمد فرح الثنائية الثانية على التوالي عندما أحرز ذهبية سباق 5 آلاف م بعد ذهبية سباق 10 آلاف م السبت الماضي. وعادل فرح إنجاز الفنلندي لاس فايرين الوحيد الذي حقق الثنائيتين في أولمبيادي 1972 و1976. وقطع فرح مسافة السباق بزمن 30ر03ر13 دقيقة متقدمًا على الأمريكي بول كيبكيموي تشيليمو بزمن 90ر03ر13 دقيقة، وهو الأفضل له هذا الموسم، والإثيوبي هاغوس جبريويت بزمن 35ر04ر13 دقيقة. وقال فرح (33 عامًا) الصومالي الأصل: «هذا الفوز الأكثر إرضاء لي من أصل الذهبيات الأربع.. لا أصدق ذلك. كنت متعبًا جدًّا بعد سباق 10 آلاف. لم أكن أقوى على الوقوف، وأدخلوا لي الطعام إلى غرفتي». وبعد نهاية السباق أُقصي 3 عدائين، بينهم تشيليمو الذي جرد من الميدالية الفضية التي عادت إلى جبرويت، ونال الأمريكي الآخر برنارد لاغات البرونزية مستفيدًا أيضًا من إقصاء الإثيوبي الآخر مختار إدريس والكندي محمد أحمد اللذين حلا في المركزين الرابع والخامس على التوالي. لكن الاتحاد الدولي أعاد الفضية لتشيليمو بعد استئنافه قرار إقصائه. فضية ثانية لمخلوفي وحقق الأمريكي ماتيو سنتروفيتز مفاجأة بتجريده الجزائري توفيق مخلوفي ذهبية 1500 م في سباق حل فيه المرشح الكيني اسبيل كيبروب سادسًا. وأصبح سنتروفيتز أول أمريكي يحرز لقب السباق منذ اميل شيبارد في ألعاب لندن 1908. وقطع مخلوفي مسافة السباق بزمن 11ر50ر3 دقيقة خلف سنتروفيتز الذي انتزع الذهبية بزمن 00ر50ر3 دقيقة، فيما عادت البرونزية للنيوزيلندي نيكولاس ويليس بزمن 24ر50ر3 د. واعتبر العداء الجزائري توفيق مخلوفي الذي أضاف فضية سباق 1500 م إلى فضية 800 م أنه أصبح بين الرياضيين الكبار في العالم. وقال مخلوفي لوكالة فرانس برس بعد السباق: «لقد دخلت تاريخ الجزائر، وأصبحت من كبار الرياضيين في العالم الذين نالوا 3 ميداليات في الألعاب الأولمبية». وهي الفضية الثانية لمخلوفي الذي كان قد تُوِّج بالذهب الأولمبي لسباق 1500 م في لندن قبل 4 أعوام، بعد حلوله ثانيًا في سباق 800 م الاثنين الماضي. الولاياتالمتحدة تحتكر التتابع 400 م وأحرز رجال وسيدات الولاياتالمتحدة ذهبيتي سباق التتابع 4 مرات 400 م. وقطع عداؤوا الولاياتالمتحدة ارمان هال وتوني ماكواي وجيل روبرتس ولاشون ميريت مسافة السباق بزمن 30ر57ر2 دقيقة، وهو الأفضل لهم هذه السنة، وتقدموا على جامايكا (16ر58ر2 د) وباهامس (49ر58ر2 د). كما أحرزت سيدات الولاياتالمتحدة ذهبية السباق عينه؛ فواصلن سيطرتهن على اللقب الأولمبي، وتُوجن به للمرة السادسة على التوالي. وقطعت سيدات الولاياتالمتحدة كورتني اوكولو وناتاشا هاستينغز وفيليس فرانسيس واليسون فيليكس مسافة السباق بزمن 06ر19ر3 دقيقة، وهو الأفضل لهن هذه السنة، وتقدمن على جامايكا التي سجلت 34ر20ر3 دقيقة وبريطانيا الثالثة 88ر25ر3 دقيقة. وعززت فيليكس التي كانت المرأة الأكثر تتويجًا في الألعاب الأولمبية رصيدها بميدالية ذهبية سادسة، وهو رقم قياسي لدى العداءات. وأحرزت فيليكس أيضًا في ريو دي جانيرو ذهبية التتابع 4 مرات 100 م وفضية سباق 400 م. علمًا بأن سباقها المفضل هو 200 م وغابت عنه هذا العام؛ لأنها لم تحجز بطاقتها في التجارب الأمريكية في يونيو الماضي. سيمينيا وذهبية أولى وحققت الجنوب إفريقية كاستر سيمينيا فوزًا مقنعًا، ونالت ذهبية سباق 800 م، قاطعة مسافة السباق بزمن 28ر55ر1 دقيقة. وعادت الفضية للبوروندية فرانسين نيونسابا بزمن 49ر56ر1 دقيقة، والبرونزية للكينية مارغريث نياييريرا وامبوي بزمن 89ر56ر1 دقيقة، وهو أفضل توقيت لها هذا الموسم. وهذه أول ذهبية لسيمينيا، التي كانت وسط عاصفة هوجاء في السنوت الأخيرة نظرًا للشكوك حول ثنائيتها الجنسية. وأحرزت الإسبانية المخضرمة روث بيتيا ذهبية مسابقة الوثب العالي مسجلة 97ر1 م، وهو الرقم ذاته الذي سجلته البلغارية ميريلا ديميريفا صاحبة الفضية، والكرواتية بلانكا فلاسيتش. ونالت بيتيا المركز الأول؛ كونها نجحت في أول ثلاث محاولات (88ر1 م و93ر1 م و97ر1 م) دون أي خطأ، فيما تخطت ديميريفا حاجز 88ر1 م في محاولتها الثانية، كما أن فلاسيتش حققت أرقامها الثلاثة في المحاولات الثانية. وأصبحت بيتيا (37 عامًا) أكبر سيدة تحرز لقب الوثب العالي.