إذا كانت المنشطات ستحرم عشاق ومتتبعي النسخة الرابعة عشرة لبطولة العالم لالعاب القوى المقررة في موسكو من 10 الى 18 اغسطس الحالي من ابطال عدة في مقدمتهم الاميركي تايسون غاي والجامايكيان اسافا باول ويوهان بلايك، فان الاصابات تسببت بدورها في غيابات بالجملة ابرزها لبطل العالم واولمبياد لندن 2012 وحامل الرقم القياسي العالمي في سباق 800م الكيني ديفيد روديشا والكرواتية بلانكا فلاسيتش بطلة العالم في الوثب العالي (2007 و2009). واضطر ملك مسافة 800م روديشا الى اعلان انسحابه بسبب معاناته من مشكلة في ركبته اليمنى منذ مطلع شهر يونيو الماضي. ولم يشارك روديشا (24 عاما) في تجارب انتقاء المنتخب الذي سيمثل كينيا في موسكو، واعطى المسؤولون الكينيون لانفسهم مهلة اسبوع لادخاله ضمن المنتخب من عدمه حسب تجاوبه في التماثل للشفاء من هذه الاصابة، بيد ان الامر لم يكن كذلك لان روديشا اعلن انسحابه. وقال روديشا في بيان نشره الاتحاد الكيني لالعاب القوى: "أنا أتعافى جيدا ولكن ببطء كبير، وفي هذا التوقيت لاأعتقد بأنني سأتعافى في الوقت المناسب للمشاركة في بطولة العالم". واوضح مدربه كولم اوكونيل ان روديشا كان يأمل في أن تتحسن حالته الصحية بسرعة لبدء التدريبات ولكن فترة الثلاثة اسابيع المتبقية لانطلاق بطولة العالم لم تكن كافية لذلك. وتابع "انها خيبة أمل كبيرة كانت تطلعات الشعب الكيني كبيرة جدا"، مضيفا "في كل الحالات فان غيابه سيمنح الفرصة للعدائين الاخرين للمنافسة في موسكو". واستهل روديشا موسمه جيدا بتحقيقه 87ر43ر1 دقيقة في لقاء الدوحة في 10 مايو الماضي بيد انه اضطر الى اعلان انسحابه من لقاءات يوجين الاميركي في الاول من يونيو بسبب الاصابة في الركبة، ولم يتمكن بعدها من التعافي. وكان روديشا نشر على حسابه الشخصي في تويتر صورة له بعكازين ما ادخل شكوكا بخصوص مشاركته في بطولة العالم. من جهتها، اعلنت فلاسيتش التي عادت مؤخرا الى المشاركة في المنافسات بعد غياب 20 شهرا اثر عملية غير ناجحة في الكاحل، انها قررت عدم المشاركة في بطولة العالم، وقالت على موقعها في شبكة الانترنت انها "بحاجة الى التوقف لفترة. الألم في قدمي ازداد بشكل كبير بعد المشاركة في لقاء موناكو" الشهر الماضي. واضافت فلاسيتش (29 عاما)، صاحبة ذهبيتي 2007 و2009 وفضية 2011، "هذه اشارة واضحة الى انه يجب علي ان اتوقف حتى الشفاء الكامل. المشاركة في موسكو ستكون خطرة جدا وقد تهدد مستقبلي". وكانت فلاسيتش احرزت المركز الاول في اول مشاركة بعد عودتها في لقاء نيويورك، المرحلة الثالثة من الدوري الماسي، في مايو حيث قفزت 94ر1 م، ثم تجاوزت في 22 حزيران يونيو للمرة 102 في مسيرتها حاجز المترين. وقالت فلاسيتش "كانت لدي آمال للمشاركة في اللقاءات المقبلة هذا الموسم، ولكن آلاماً قوية بخرتها". واضافت "انتهى موسمي 2013 في موناكو" في اشارة الى مشاركتها الاخيرة في اللقاء الفرنسي ضمن الدوري الماسي في 19 يوليو الماضي. واستغلت فلاسيتش الفرصة لتفنيد الشائعات "التي لا أساس لها من الصحة" بحسبها، بخصوص انها ستعلن اعتزالها. وقالت "سأواصل الوثب دائما ولفترة طويلة ونهاية مسيرتي ليست قريبة". وتابعت "هدفي هو ان اكون في قمة مستواي بعد شهرين مع برنامج اعداد مكثف في افق الاستعدادات للموسم المقبل". ولم تكن حال بطلة اولمبياد لندن 2012 في المسابقة السباعية البريطانية جيسيكا اينيس-هيل افضل من فلاسيتش واضطرت بدورها الى اعلان عدم مشاركتها في مونديال موسكو بداعي الاصابة. وكانت اينيس-هيل ضمن منتخب بريطانيا الذي تم الاعلان عنه الثلاثاء الماضي، الا انها لا تزال تعاني من اصابة في وتر اخيل تعرضت لها قبل عدة اشهر. وعاودت اينيس-هيل (27 عاما) المشاركات قبل ثلاثة اسابيع من مونديال موسكو، لكنها اشارت في الوقت نفسه الى معاناتها من الام في كاحلها الايسر، وعلى الرغم من ذلك حسنت رقمها الشخصي في رمي الرمح مسجلة 33ر48 م خلال لقاء لوفبورو المتواضع، كما فازت في الوثب الطويل وسجلت 26ر6 م. وقالت يومها "لا زلت اشعر بالالم، هناك مكان صغير يؤلمني بشدة" مشيرة الى وتر اخيل في كاحلها الايسر الذي يزعجها منذ نحو سنة. وشاركت الجمعة والسبت قبل الماضيين في لقاء لندن، المرحلة الحادية عشرة من الدوري الماسي فجاءت رابعة في سباق 100 م حواجز وثامنة في الوثب الطويل، قبل ان تؤكد "لقد حان الوقت للتوقف والالتفات الى معالجة الاصابة حتى الشفاء الكامل". واذا كانت الاصابة سببا في غياب روديشا وفلاسيتش واونيس، فان العداءة الجنوب افريقية كاستر سيمينيا، وصيفة بطلة اولمبياد لندن في سباق 800 م، فشلت في حجز بطاقتها إلى مونديال 2013. واكتفت سيمينيا بطلة العالم في المسافة ذاتها عام 2009 في برلين ووصيفة بطلة مونديال دايغو 2011، بقطع المسافة بزمن 86ر01ر2 دقيقة في لقاء نينوف البلجيكي في وقت كانت تحتاج فيه الى 50ر01ر2 دقيقة لضمان مشاركتها في المونديال. ولم تشارك سيمينيا في لقاءات كثيرة من دورة الالعاب الاولمبية في لندن الصيف الماضي بسبب اصابة في الساق. وكانت سيمينيا اثارت جدلا كبيرا حول جنسها في مونديال برلين 2009. وخضعت الشابة السمراء (21 عاما) والاقرب في بنيتها الجسدية الى الرجال، لفحوص الكشف عن المنشطات واخرى لتحديد طبيعة جنسها بعد احرازها ذهبية السباق في برلين والذي سيطرت عليه من البداية وحتى النهاية، ثم احرزت فضية مونديال دايغو الكورية الجنوبية عام 2011 واولمبياد لندن 2012. واستبعد العداء دايرون روبلس، صاحب ذهبية اولمبياد بكين 2008 في سباق 110 م حواجز، عن منتخب بلاده من طرف الاتحاد المحلي. وعزا رئيس الاتحاد الكوبي لالعاب القوى البرتو خوانتورينا اسباب الابعاد الى مشاركة روبلس في احد اللقاءات بصفة شخصية وليس دفاعا عن الوان بلده. واوضح رئيس الاتحاد الكوبي ان روبلس رفض الالتحاق بالمنتخب في يناير الماضي، لكنه شارك في منافسات لقاء تورينو الايطالي مطلع يونيو الماضي، ثم حرم من المشاركة في لقاء غوتبورغ السويدي منتصف الشهر ذاته. واكد خوانتورينا "كوبا لم تسمح لدايرون بالمشاركة لاسباب تأديبية تتعلق بالاخلاق الرياضية". وكشفت وسائل الاعلام المحلية ان رئيس الاتحاد الكوبي ابلغ الاتحاد الدولي بالامر فحرمه الاخير، استنادا الى قوانينه النافذة، من المشاركة في لقاء غوتبورغ، كما ابلغ "جميع المنظمين" بضرورة منعه من المشاركة في لقاءاتهم. واكد خوانتورينا "اي عداء لا يستطيع المشاركة في المنافسات الدولية اذا لم يكن منتسبا الى ناد او اتحاد دولة" دون ان يستبعد احتمال حصول روبلس على ترخيص من ناد اجنبي حيث يستطيع المشاركة في بعض اللقاءات لكنه لا يستطيع المشاركة في البطولات الكبرى مثل مونديال 2013. واضاف "سنحتفظ بموقفنا وحقوقنا أمام مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى لاننا ضد سرقة رياضيي الدول النامية من قبل القوى العظمى". وذكر خوانتورينا بأنه يتعين على روبلس (26 عاما)، في حال تغيير جنسيته الانتظار سنتين قبل ان يستطيع المشاركة باسم بلده الجديد. واعلن وكيل اعمال العداء الكوبي طوني كامبل ان الاخير حصل على ترخيص من نادي موناكو الفرنسي يمكنه من المشاركة في اللقاءات الدولية. واوضح كامبل:"اننا نتفهم قرار الاتحاد الكوبي. انه قرار روبلس نفسه. لقد ابلغ الاتحاد بانه لا يريد المشاركة باسم كوبا، والشيء الوحيد بالنسبة الينا هو ايجاد ناد له، وقد حصل قبل اسبوع بالضبط على ترخيص من موناكو". وتغيب مواطنة روبلس بطلة العالم مرتين في الوثبة الثلاثية (2007 و2009) يارجيليس سافيني بسبب قرارها الاعتزال لعدم تمكنها من العودة الى قمة مستواها في العامين الاخيرين. وقال المدير الفني للمنتخب الكوبي دانيال اوسوريو ان سافيني (28 عاما) "لم تعد ضمن تشكيلة المنتخب الوطني"، موضحا ان الاخيرة منذ مونديال دايفو 2011 عندما حلت سادسة، لم تتمكن من تحقيق نتائج جيدة في اللقاءات التي شاركت فيها "ما شغل الرأي العام والمسؤولين الرياضيين والرياضية نفسها". وتوجت سافيني بطلة للعالم في 2007 في اوساكا و2009 في برلين، كما انها نالت فضية دورة هلسنكي عام 2005. وتوجت ايضا بذهبية بطولة العالم داخل قاعة عام 2008 في فالنسيا وفضية مونديال الدوحة عام 2010. روبلس فلاسيتش