شكرًا لا تعرف الهرم ولا الذبول لجميع من أسهم في إظهار سوق عكاظ العاشر بالشكل والتنظيم الذي كان عليه، ولنبدأ الترتيبات لعكاظ القادم من حيث أسدى مستشار خادم الحرمين الشرفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة جميلاً وفر على اللجان المسؤولة في سوق عكاظ الوقت والجهد والمال، لو فطنت هذه اللجان وأرادت اختصار الطريق على نفسها وفرت الوقت قبل تبديده في اجتماعات تكرر نفس ترتيب الكلام ، ووفرت النقود قبل إزهاقها في المشروبات الباردة والحارة أثناء الاجتماعات،كل ما عليها أن تدوّن السؤال «كان عكاظ غاب عكاظ حضر عكاظ ما يهمنا اليوم كيف حضر عكاظ؟!. «الذي طرحه أمير مكة في ملاحظاتها وتبحث في إجابة شافية ومبتكرة حتى إذا ما حان سوق عكاظ الحادي عشر تكوّنت الصورة ورسمت الطريقة، وتماثلت الأخطاء للتصحيح، والأطروحات استوت ثمارها للمناقشة ومن ثم التنفيذ. الآن نستطيع القول إن هذا السوق يمكننا أن نعول عليه في تكوين صورة مشرفة حقيقية عن السعودية والمثقف السعودي، فالندوات تبشر بالتفاف حول الوعي، وبرؤى جديدة مفيدة حال التقيد بتنفيذها، والنقاش فيها يشي بمصداقية ومكاشفة ترغب في التطوير والاعتراف بالخلل دون خلق تبريرات واهية، والمعارض تعد بجيل مسؤول عن أصالة ماضيه، ومواكبة عصره بما ينفع وطنه، ويدعم تطوره بلا إسفاف ولا تعد على ثوابت الوطن. استنكر استنكار بعض المثقفين في اقحام الرواية ضمن اهتمامات سوق عكاظ! وأرى أن دخول الرواية في مجال التتافس فكرة جديرة بالحفاوة، وعلينا العمل على أن تكون جائزة الرواية تنافس في أهميتها بقية الجوائز في عالمنا المهتمة بها، وذلك بالتركيز على آلية التقيم واللجنة المختصة بها، وأرجو أن يتطور الأمر في السنين القادمة إلى أن يصل إلى تقييم السينما السعودية والعربية والاهتمام بها، فسوق عكاظ الذي كان فيما مضى يُعنى بالشعر، تطوّر وفق ما يطلبه عصرنا ووفق ماراج فيه من فنون يجب مواكبتها. أرجو إقامة حفلات غنائية بالفصحى مما يؤدي إلى بعث الكلمة من مرقدها واللحن من حنجرة تغط في سباتها فيحدث التنافس المطلوب بين الشعراء والملحنين والمطربين وتنشط الحفلات الغنائية المتناغمة مع سوق عكاظ. ورجاءً رجاءً لرقصة «المجرور» أهل لا ينبغي أن يؤديها غيرهم فاتركوا «المجرور» لأهل الطائف فهم به أجدر وأعرف. بقي لي ملاحظة على أهل الطائف في المقام الأول وإمارة مكة وهيئة السياحة ثانيًا.. هل مدينة الطائف التي تشهد في ربوعها سوق عكاظ مؤهلة لاستقبال حدث ثقافي بهذا الحجم ؟ هل تطور مفهوم أهل الطائف عن مدينتهم التي تشهد عددًا لا يستهان به من الزوار ورواد الثقافة؟ الجواب: لا..ما زالت مدينة عتيقة عالق على أكتافها غبار تقادم عمره سبب عرقلة في تطورها ونموها، فلا المرافق العامة تلقى عناية ولا الفنادق والشقق المفروشة على مستوى يليق بالزوار والمصطافين ولا ضيوف سوق عكاظ، فالغلاء أحراق كل فرحة بجوها العليل، والخدمة السيئة داخل هذه الفنادق والشقق شوّهت مفهوم الترفيه، ومازاد الطين بله غياب مفهوم النظافة والوعي بأهمية ترك المكان خاليًا من القاذورات حتى امتلأت الطائف بالنفايات في كل مكان فلا تكاد تجد مكانًا إلا ولحقه الأذى كما لحقك من مناظر لا تدل على إدراك لمعنى المحافظة على جمال البيئة بتركها نظيفة ، فضلاً عن مفهوم النظافة في الإسلام وثقافته.