لم يكن سهلاً أن تمر ليلة أمس الأول دون أن تحظى بهذا الطرب الكبير الذي لفّ جبال الطائف، ولم يكن من المنطقي أن ينام سوق عكاظ، وهو الذي خرجت من أيامه ولياليه كل ثقافاتنا وإنسانيتنا. كانت ليلة ليلاء، إذ كان فنان العرب «يموج» بصوته أرجاء المكان، وينثر السعادة في قلوب نحو 3000 شخص حضروا الحفل، ومثلهم وأكثر لم يستطيعوا الدخول؛ لامتلاء المكان بالناس. في ليلة «طائفية»، كان فنان العرب يغني في حفل «نادر»؛ وهو حفل أعاد للجمهور السعودي أمله، وأنعش ذاكرتهم بحفلات كانت تحيي ليالي الصيف في أبهاوجدة؛ قبل أن تتوقف «قسرا». في مقر سوق عكاظ بالعرفاء - الطائف، أحيا ليلة الأربعاء فنان العرب الأستاذ محمد عبده؛ حفلا ساهرا حضره جمع غفير من ضيوف الدورة العاشرة لسوق عكاظ، وأهالي المنطقة، في وقت بدأ الجمهور في التوافد للمكان منذ وقت مبكر، ومع دخول محمد عبده لمكان الحفل قوبل بعاصفة من التصفيق «وقوفا». وبدأ الحفل، بأغنية «كل ما نسنس» التي كتبها خالد الفيصل وألحان محمد عبده، ثم غنى «بنت النور» و «سمي»، وكلاهما من كلمات فيصل بن تركي بن عبدالله وألحان ناصر الصالح، ثم غنى «مذهلة» وهي من كلمات عبدالرحمن بن مساعد وألحان صادق الشاعر. الحفل تنقله « لاحقا» قناة mbc، وفيه غنى فنان العرب «كل ما اقفيت ناداني» وهي من كلمات بدر بن عبدالمحسن، قبل أن يغني «الله عليها عودت» التي كتبها خالد الفيصل ولحنها محمد عبده، ثم غنى «اختلفنا» كلمات نواف بن فيصل « أسير الشوق» وألحان محمد عبده. من الماضي العتيق، أعاد فنان العرب الجمهور الحاضر؛ عشرات السنين للوراء حين أطربهم بأغنية «دستور» التي كتبها خالد الفيصل، ثم غنى «المعاناة» وهي من كلمات نواف بن فيصل وألحان محمد عبده، ليغني بعدها «ما عاد بدري» من كلمات تركي وألحان طارق محمد. أثناء الحفل مازح فنان العرب الجمهور الحاضر، بالقول: جئتكم لأنني أحبكم وانتم تحبون بلدكم وانا منكم وفيكم، ليردد الجمهور: ونحن نحبك. الوقت يمضي سريعاً، وفنان العرب ممسك بعوده وجالس على كرسيه، يطرب الجمهور، ليكمل روائعه ال«طربية»، فيغني رائعة «أيوه»، وهي من كلمات خالد الفيصل وألحان محمد عبده، الذي اعتاد ختم حفلاته الغنائية بالسعودية بالأغنية الوطنية الشهيرة «فوق هام السحب» وهي الرائعة التي كتبها بدر بن عبدالمحسن، ولحنها الفنان محمد عبده، حيث نامت الطائف على صوته.