عاد فنان العرب الأستاذ محمد عبده بذاكرة الجمهور إلى سنوات مضت من الطرب والصوت الأخّاذ وإعلانه أن القمة باتت مسجلة (حصرياً) باسمه دون غيره، وأن المسرح والذكاء وحالة الاتقاد لعبته التي أجادها منذ ما يزيد عن خمسين عاماً. كانت ليلة الجمعة، وحتى صباح السبت ليلة طربية بامتياز حين أحيا محمد عبده ثاني حفلات مهرجان (هلا فبراير)، حيث سبقته في تلك الليلة فنانة العرب الكويتية نوال التي ظهرت متجلية بصوتها وحضورها الطاغي. نوال غنت للجمهور الغفير الذي حضر على مسرح صالة التزلج بالعاصمة الكويتية مجموعة من أغانيها السابقة والجديدة مثل «تدري وإلا ما تدري»، و«إلا بازعل»، و«انت طيب» وختمت حفلتها ب«انت تاج الروس»، مع المايسترو هاني فرحات. أما فنان العرب فقد جاء حضوره ليدهش كافة الحضور على المسرح الذي ملأ كافة أرجائه بكامل العدد منطلقا بأغنية «الله جابك» وهي من كلمات منصور الشادي وألحان علي بن محمد، ليفرط بعدها عقده الماسي ناثراً على مسامع الجمهور كوكبة من أغانيه التي ازدانت بصوته العذب، ورافق فنان العرب الدكتور عماد عاشور الذي اتضح مدى ربكته، وعدم سيطرته على تصاعد أداء محمد عبده. وغنى فنان العرب «صمت الشفايف»، وهي من كلمات أمير عيسى وألحان أحمد عبدالكريم، وسبق أن أعادها محمد عبده في بدايات (هلا فبراير)، وكذا غنى «يا غايبة» و «الترف» وهي من كلمات المشتاق وألحان محمد عبده، و«ردي سلامي»، وكذلك أعاد للجمهور رائعة «غنى الحمام» من كلمات إبراهيم البرواني و ألحان محمد عبده، وسبق أن غناها في مهرجان جدة. و تأكيدا لإعجابه بأغنية «بس لحظة» فقد أطلقها محمد عبده، وهي من كلمات تركي آل الشيخ وألحان الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، كما غنى «اختلفنا» من كلمات أسير الشوق وألحان محمد عبده، و«يصيح الليل» من كلمات منصور الشادي وألحان بندر سعد. فنان العرب لا يرغب أن يمر بالكويت دون أن يهدي الراحل فائق عبدالجليل لمسة وفاء فغنى له «المعازيم» التي لحنها الدكتور عدنان خوج، كما أن رائعة «صمت الشفايف» التي كتبها الأمير بدر بن عبدالمحسن هي واحدة من الدرر التي سمعها الملايين ليلة الجمعة وصباح السبت من محمد عبده. محمد عبده وضع في قرارة نفسه أن ليلة الكويت، لن تنسى فوضع لها بصمة أخرى بغنائه «بعلن عليها الحب» وهي لمسة وفاء جديدة لكاتبها الشهيد فائق عبدالجليل والتي لحنها طلال، فكانت مليئة بالشجن، وغنى فيها فنان العرب بصوته وعيونه وإحساسه، ونود أن نعتذر عن خطأ ورد في تغطية حفل فنان العرب في «سوق واقف»، وفيه أن ملحن «بعلن عليها الحب» هو يوسف المهنا، والصحيح ان ملحنها هو طلال، الذي لحن كامل أغاني الألبوم. ولحبه لها وأهلها واحتفالاتها فقد أهدى في ختام الحفل فنان العرب الكويت أغنية وطنية هي «يا شوقي» من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، ليختم حفلته رافعاً مع الجمهور علم الكويت، ومختتما واحدة من أنجح حفلات مهرجان «هلا فبراير» الذي تنقله مع تلفزيون الكويت الرسمي قناة روتانا موسيقى.