لم تمر على أهالي منطقة جازان، من سهلها إلى جبلها منذ عقود طويلة من الزمن، موجة أمطار متواصلة وغزيرة مثل موجة الرباب التي شهدتها المنطقة خلال 7 أيام متواصلة، وذلك بشهادة الكثير من كبار السن بالمنطقة، الذين استشهدوا بوصول السيول لأودية كانت قد انقطعت عن الجريان بها لأكثر من ثلاثة عقود، واستغل المزارعون في جازان تواصل هطول الأمطار بالقيام بحرث حقولهم الزراعية للاستفادة من مياه الأمطار، ولقرب تلك المزارع من ضفاف الأودية التي افتقدت مرور السيول منذ سنوات طويلة. ودفعت الأجواء الخلابة بجازان عدداً من المتنزهين إلى الخروج والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة على ضفاف الأودية وعدد من المنتزهات العامة والمرتفعات الجبلية. وأكد خليل أبو حوزة في حديث ل(الجزيرة ) أنّ سيول وادي ضمد لم تصل إلى شواجرة جازان منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، بل تعدت الشواجرة ووصلت إلى البحر في سيل الثلاثاء الشهير، إضافة إلى جريان أودية عز الدين في أبو عريش، ووادي جحا بأحد المسارحة وتعشر بصامطة، وغيرها العديد من الأودية التي كانت محرومة من السيول لسنوات طويلة. من جهته ذكر مشرف فريق طقس جازان وعضو لجنة تسمية المناخات بالمملكة، الراصد علي مشهور، في تصريح للجزيرة أن سبب تسمية الرباب يرجع إلى كثافة الرطوبة القادمة من بحر العرب، والقرن الأفريقي، والتي تساعد في ظهور سُحب الرباب المنخفضة مع وعقب هطول الأمطار، وبشكل كثيف جدًّا. وأضاف: إن الحالة المطرية التي مرَّت بها المنطقة عبارة عن حالة موسمية تأتي في وقتها، وهي في هذه الأيام ، مؤكدًا أنها هذا العام كانت قوية مقارنةً بالأعوام السابقة، وذلك حسب ما ترسمه النماذج العالمية. وصنَّف الراصد مشهور هذه الحالة ضمن تصنيف هطول الأعاصير لقوة وغزارة الأمطار؛ بسبب التمدد الكبير من الكتلة المدارية من بحر العرب، والقرن الأفريقي، متوقعًا تكرار الحالة مستقبلًا، وأشار إلى كميات الأمطار المرصودة بمحطات الرصد، والتي بلغت في أغلب محافظات المنطقة 1768 ملم تقريبًا.