محمد المنصور إنسان «عصامي» من أهل بريدة يحمل جينات أهل الصبر والمثابرة والعمل على اكتساب المعرفة واستثمارها فيما ينفع الناس مكافح في البحث عن المعرفة والتلقي، شغوف إلى كل جديد في مجال اهتمامه بالفنون البصرية، عصامي في التطويرالذاتي. مرحلة اكتشاف الموهبة يقول الفنان المنصور هناك أشخاص حقيقية وأشخاص اعتبارية، فالأشخاص الحقيقية كثيرة في حياتي ولهم الفضل في الوقوف على مناطق النور في موهبتي، ومنهم استاذ التربية الفنية الذي أكن له الاحترام، فهو أول من وضعني على طريق التعبير التشكيلي وقت دراستي بالمدرسة في المرحلة المتوسطة، حيث كان له أسلوب مشوق في تعليمي كيف أعبر عن الموضوعات العامة، ولا أنسى كل الفضل لاستاذتي أعضاء هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود حيث تخرجت فيها لمرحلتي البكالوريوس والماجستير حيث تعلمت الكثير منهم على الصعيدين الأكاديمي والتشكيلي. أما الأشخاص الاعتبارية، فهي كثيرة ومنهم على سبيل المثال الفنان الراحل عبد الجبار اليحيى، حيث كان لشخصية التشكيلية أثر واضح على بناء أسلوب التشكيلي بعد أن قرأت الكثير عن سيرته الذاتية ورحلته التي أثرت الحركة التشكيلية السعودية، فقد كان له أسلوبه الواضح في التعبير التشكيلي عن البيئة السعودية بمفردات بصرية تجمع بين البساطة الشكلية والبلاغة التعبيرية. oالبدايات مع الفن التشكيلي ويضيف أن تجريبه المستمر لاكتشاف طبيعة الخامات التشكيلية، ولكن بدايته الاحترافية بدأت مع مشاركته ضمن الفعاليات والبرامج المصاحبة لمهرجان الجنادرية وبعض المهرجانات والفعاليات، حيث كانت الفرصة سانحة لعرض تجربتي التشكيلية. مصادر الاستلهام وعن مصادر الإلهام قال «الفنان ذاكرة الأمة».... تمثل تلك العبارة أهم مصدر في أعمالي التشكيلية، فالفنان حباه الله بموهبة التأمل واستنباط قيم جمالية يعبر عنها بالخط واللون، فالقدرة على استحضار الدلالات الجمالية موجودة بالفعل في الطبيعة والبيئة من حولنا، ليقوم الفنان التشكيلي بالإشارة إليها في صورة عمل فني يحمل من الصدق ما يعبر به عن تراث وثقافة مجتمعه. وهو ما أحاول القيام به من خلال استحضار جماليات العلاقات الخطية واللونية للتراث النجدي المميز، ممثلاً في الأبواب والشبابيك النجدية التي تحمل عبق الماضي بكل ما بها من جماليات، حيث أحاول التعبير عنها في رؤية تشكيلية متضامنة مع إبداعات الحروفيات العربية - ليخرج عملاً يحمل بين طياته ثقافة مجتمع يعبر عنها بصورة معاصرة. oمواجهة الصعوبات الصعوبات موجودة طوال الوقت في حياة أي فنان تشكيلي والصعوبات هنا في بحثه الدائم عن رؤية جمالية مستترة غير مرئية، ليقوم هو بالتعبير عنها فيما نطلق عليه مصطلح «رؤية الفنان التشكيلية» وهو ما ساعدني كثيرًا في التغلب على تلك الصعوبات بالقراءة المستمرة، فالاستزادة المعرفية هي حائط الأمان للفنان، فالمعرفة والتجريب هما وجهان لعملة الفنان المثقف. كيف ترى الساحة التشكيلية؟ هناك حركة تشكيلية سعودية معاصرة أصبحت أكثر نضجًا في الآونة الأخيرة، نتيجة دعم مؤسسات الدولة لها، إلى جانب المؤسسات الخاصة وصالات العرض التي أسهمت بشكل مباشر في دعم حلقة الوصل بين الجمهور السعودي وتقبله للأعمال التشكيلية على اختلاف اتجاهاتها وأساليبها الفنية.. أما فيما يعانيه كل فنان فهي تختلف من فنان لآخر حسب إمكاناته التشكيلية وخبرته في المجال، إلا أن المشكلات العامة تكمن في تقبل الجمهور لطبيعة أعمال لها طابعها المعاصر الذي ربما يبدو غريبًا للبعض. أسلوب واستقلالية حول أسلوبه الفني قال المنصور: أعتقد أنني اجتهدت في ابتكار وسيط تشكيلي خاص بي متمثلاً في معالجات شكلية ولونية جعلت من رسم مفردات الموروث الثقافي السعودي لها طابع خاص بي، إلى جانب حرصي الدائم على تطوير المعالجات التشكيلية التي تسهم بشكل مباشر في تبسيط شكل العناصر سعودية الطابع وتحويلها إلى وسيط بصري يعكس عمق وأصالة المعالجات الفنية للتراث. قبول النقد لا شك أن النقد الموضوعي هو حالة «مواجهة صادقة» للفنان بأن يستمر في أسلوب معالجاته التشكيلية أو أن يحتاج إلى إعادة محاولاته بعد دراسة جوانب السلب التي ربما تطرأ على أعماله، مع ملاحظة أن الحركة التشكيلية تحظى بعدد لا بأس به من النقاد التشكيلية من ذوي الخبرة والتخصص إلى جانب أن الكثير منهم لديه من المهنية ما يؤكد موضوعية تناول طرق النقد الهادفة. رؤية المجمع الملكي للفنون.. إن دعم الدولة لمجالات الفنون التشكيلية سوف يسهم في إضفاء الكثير من التقدير لهذا المجال، وبخاصة في شقه المرتبط بفنوننا العربية الأصيلة. وهذا لا ينفى الدعم الموجود بالفعل الآن، الذي له آثاره الإيجابية على الساحة وبخاصة في زيادة أعداد قاعات العرض وما يرافقها من أنشطة وفعاليات تثري الثقافة البصرية والتشكيلية للجمهور السعودي.