كذلك هي الأصداء في فضاءاته اللونية التشكيلية عند الفنان التشكيلي (مازن عوكل) وهو الفنان التشكيلي الذي وجد نفسه متضرراً في الحانة التشكيلية السابقة ومسارات أعماله الأولى عندما كانت بحوثه التشكيلية تتسم بالجدية والتعبيرات السارة عن رموزه البسيطة وعناصره الواضحة في تراثه المحلي أو في تنوع خصوصيته التي كانت تتناسب مع المدارس العالمية للفن وحداثته وللحق فان للفنان (مازن عوكل) مسيرة فنية عذابها الطويل من أجل الآتي بعدما كانت تحفل بالطابع التزييني والاحتفالي مع رصانتها القاعدية في الخط واللون والتشكيل والتقاليد التشكيلية التي جعلت في لوحته أشد خضوعاً وعشقاً لموهبته الناضجة ولكن ذلك لم يخضعه إلى سيادة مطلقة ذات أسلوب يعرف بتجربته الفنية على فحوى التركيبة العجينة اللونية والتشكيلية لتغني حياته عبر موتيف زهو الألوان والخطوط في خصوصية دالة على خصب الأرض وصلابة الشعب الذي فيه ومنه مع عدم محاولته البحث عن قوالب تعبيرية في تراثه المحلي وهو الذي عمل دمه أول أبجديات تلك الحضارات الشرقية عندما استفاد منها الفنان العربي والفلسطيني ليستطيع بثقة صلبة أن تمتلك معها كل الثقافات الفارقة في روح الحضارات لتبقى خصوصية الانسان العربي في شموليته المفتوحة على تراقص الشموس العربية والدافئ المنعش مع كل ماهو لذيذ بألوانه الصارخة والحارة والطازجة وعمق الخصوصيات المحلية ولكن الفنان (مازن عوكل) قلما لجأ إلى ملامسة بحثه الدائب في عالم التشكيل العربي. الذي ارتبط بقوة ماضيه ونقل تراثه إلى مفردات جديدة اتسمت بالجدية بل أنه قفز طائراً من دون أجنحة زمنية وتاريخية إلى قوانين فنية عاجزة عن التعبير إلا في صورة ميكانيكية بحتة لعلائق الفرشاة مع مأسورة اللون والمزاجة/ الباليت/ على ذاك السطح الأبيض/ المسكين/ الذي قد يتحمل في الفنانين وما أكثرهم كل هذا النزف والترف.. اللوني الذي يدلق نفسه على نترات الزيت والأصباغ الدهانية في محاولة منهم بوعي ودون وعي لإعادة انتاج بعض الماضي وفق امكانية تأصيله من ضمن اسلوبية جديدة قد تكون قادرة على محاكاة روح العصرية والعولمة والمرحلة وفي ذلك قد ترافقها أشكال حديثة (المودرن) هي من ضمن سياق مفاهيم مدارس فنية غربية حديثة افلست في ديارها.. وهذه هي في عمق مشاكلنا الجمالية والمعرفية في عالم الفنون التشكيلية العربية عامة وهي مشكلة فرضت نفسها بقوة على واقع الحال التشكيلي منذ بدايات التشكيل وحتى اليوم. وللخلاص في هذه الظاهرة القيدية التكبيلية الآسرة لجهود فنانينا التشكيليين وجب عليهم السباحة والتماهي مع محليتهم التشكيلية في مواكبة لانفتاح حياتهم اليومية على تخديم الرؤية والتجديد والتأصل والمحافظة على كل ماهو أصيل ذات خصوصية مع الثقافة المعرفية والبصرية وتدريب الابتكارات الحديثة في الفن الحديث المعاصر لصالح المعادلات اللونية والصيغ التقنية المتطورة على روحية فنوننا الشرقية مع كل ماهو شرقي جميل.. مشكلين في ذلك اللبنات الأولى في توجيه الفن باتجاه دربه الصحيح مع تلك الشحنات الحارة والخيالية القادرة على المواجهة اشباعاً للرغبات الشعورية بالراحة والطمأنينة بمعنى أن تكون حاملة لإيماننا المطلق بذاكرة الأيام وما يعمل عليه الفنان في رحلة تنفسية وترويحية عن الذات المبدعة مع كل ماهو انساني جدير بالاحترام والتقدير.. بعيداً عن الولادات القيصرية التي لاتنم عن ثقافاتنا الغارقة في قدم روح الحضارات العظيمة لنقول مع الفنان مازن عوكل ليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل الحركات التهمومية والبصرية والشلالات اللونية والخيالات الشاعرية الجريئة في ساحة الفراغ الكوني هي المغامرة الأولى للنجاح في عالم التجريد وأن نمو العناصر خلف أشعة الشمس حين طلتها الأولى خلف التلال وما هي إلا لبوس الأرض مع دفئها ومن هنا قد تكون البداية في أي عمل ابداعي هو مفطور على جمالياته البريئة ببدائتها وعذريتها وقتها لن يكون للفعل أي تشويش بل قد يصبح للصيرورة فعل ووجود وغيبوبة جغرافية وألم وتوجس ورويداً رويداً قد يتصاعد الاندلاع ليبدأ في تلبس حضوره فتفيض منه الأبهة وهكذا تتكون سبات العالم الواقعي الخيالي؟.