في المرتكز الأول للرؤية الوطنية 2030 (مجتمع حيوي) في محور «بيئة عامرة» نصّت الرؤية: بأن تأتي سعادة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا، وسعادتهم لا تتم دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وهنا تكمن أهمية رؤيتنا في بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحّي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة» وكانت واضحة بتصريحها إن المتاح حالياً في السعودية من الفرص والمناشط الترفيهية: «لا يرتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا يتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي نعيشه؛ لذلك سندعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، ونفعّل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس المراكز الترفيهية وتطويرها». كما تهدف الرؤية 2030 إلى إطلاق البرنامج الوطني «داعم» للترفيه والرياضة، وتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وعقد شراكات عالمية في قطاع الترفيه. وتهدف كذلك للوصول إلى 450 نادي هواة بحلول عام 2020، وتخصيص الأراضي لإقامة المتاحف والمسارح، ودعم الموهوبين من الكتاب والمخرجين والفنانين، إضافة إلى تخصيص مساحات كبيرة من الشواطئ للمشروعات السياحية. ولأن الشباب هم المستفيدين في الدرجة الأولى من خدمات الترفيه والمستهدفين ببرامجها ومناشطها، أجرينا في هذا التحقيق لقاءات مع شباب في مختلف الأعمال من الجنسين للتعرف على طموحاتهم ورؤيتهم للبرامج الترفيهية المستقبلية. يذكر الشاب بدر ناصر الفيحان بأن الترفيه يُعد أحد أهم احتياجات الشباب في عصرنا الحاضر وفي جميع المجتمعات، وكرؤية وطنية تمتد لسنوات طويلة: «فإني أرى أن الترفيه يجب أن يكون هادفا وليس لمجرد الترفيه، ولتحقيق ذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن أدواته تختلف من جيل إلى آخر. وأن تُتخذ خطوات يراعى فيها ميوله وتنوع وسائل الترفيه التي تثير اهتماماته سواء كانت إلكترونية أو واقعية (مثل: مباريات كرة قدم لفئة الشباب، برامج اللياقة، ركوب الخيل الخ). وأكدت الشابة ندى القباع بضرورة مراعاة حاجات الشباب حيث ذكرت: «في مجتمع تقدر فيه نسبة الشباب بحوالي 70% لابد من وجود أنشطة ترفيهيه تساهم في توجيه الطاقة واستغلالها. وهنا تكمن أهمية وجود هيئة الترفية التي لابد أن تراعي الفئة المستهدفة وحاجاتها وقدراتها لكي تنجح في تحقيق أهدافها وتوفير مرافق تليق بالمواطن الذي لطالما عانى في مدينته من الروتين وقلة أماكن الترفيه، ونحن بدورنا كشباب وشابات سنعمل من أجل نجاح رؤية 2030». ويعلق الشاب فواز بن محمد العيدان على رؤيته للفن في السعودية 2030 بقوله: «أريد أن يكبر مجال الفن في السعودية ورؤية 2030 ستكون فيها إحدى الفرص باتساع المجال الفني... مثلا أن يوضع معاهد لتنمية هواية الفن لكل الفئات... ويسمح للفنانين ان يعبروا عن هواياتهم في الشوارع.. وزيادة المباني التي يكون تصميمها فني.. لماذا أريد هذا؟ لأن المظهر الخارجي للأشياء هو اول ما يلفت النظر إليها فيصدر الإنسان الحكم عليها». وتذكر الشابة سارة السلطان بأنها تأمل من الحكومة أن تلتزم بالرقي بمستوى الترفيه لدينا بما يتناسب مع ما وصل إليه العالم من حداثه وتطور حسب ما نصت عليه الرؤية 2030 وبما يشجع الشباب على الإقبال عليها واستغلال طاقاتهم ومواهبهم فيها، فالفراغ وعدم وجود أماكن مناسبه تحتويهم هي من أهم النقاط السلبية التي تؤدي الى انحراف الشباب وانشغالهم بما لا يعود عليهم بالنفع أو يؤدي الى الإضرار بالغير، كما ان تركيز الدولة على الترفيه واهتمامات الشباب دليل على قرب الحكومة من هذه الفئة مما يؤدي الى زيادة الوطنية لدى الشباب. «اهتمام الحكومة بالترفيه سيعمل على القضاء على كثير من المشاكل التي تسبب فيها الفراغ للشباب». كما ذكرت الشابة لينا الفراج بأنه تتطلع لتكون المملكة العربية السعودية اكثر جمالا بوجود القطارات السريعة والمباني المتطورة والأماكن السياحية المتعددة كالحدائق والمنتزهات مع وجود العديد من الأماكن الترفيهية للأطفال والكبار. وأطمح أن تركز برامج ومبادرات الرؤية الوطنية 2030 على مراكز وأندية لممارسة الهوايات مثل الرسم وتعلم الرياضات المتنوعة مثل ركوب الخيل، والسباحة وكرة السلة. وأتطلع لأن تكون السياحة في المملكة العربية السعودية ممتعة للجميع. وعلقت الشابة الهنوف صالح القباع بقولها: «لم يعد شباب اليوم بوعيه وانفتاحه المعرفي يرغب أن يكون مستهلك فقط دون أن يساهم في الإنتاج بشتى وسائله... فأرى أهمية إنشاء مشاريع ترفيهية تشغل أوقات الشباب بخطى علمية مقننة؛ وبنظرة استراتيجية تؤهلهم لريادة الأعمال في عمر مبكر. مثل إنشاء مشروع تحت اسم (حديقة الابتكار) يجمع فيه هواة الاختراع من مختلف الأعمار ويكون به خط تخطيط وتنفيذ وحماية واستثمار الاختراعات». وتحدث الشاب فهد الفهيد عن آماله حول الرؤية الوطنية 2030 وتطلعاته بقوله: «ما إن انتهى معلّم التاريخ من عرض سيرة الملك عبد العزيز حتى التفت علينا وقال: (ها نحن ننتهي من عرض سيرة موحد المملكة والذي كان قائد التحول الأول، واليوم يا أبنائي أنتم على مشارفِ رؤيةٍ جديدة وبرنامج تحول وطني جديد يتطلع لتحقيق آمالنا جميعًا). رفعت رأسي، أشرت بيدي لأستاذي، وأسرعتُ بالسؤال عن رؤية المملكة وعن مكاننا كشبابٍ يافعين فيها ودورنا تجاهها وأبرز مضامينها؟ رسم المعلم خط زمن بدايته (الآن) وآماله ما (بعد الآن) حيث المستقبل هناك بمشاريع وأفكار، وقال: يا بني كلها لك ولزملائك.. أهدافها أنتم ومشاريعها لكم ومن سيدير دفتها أنت وزملاؤك، ومحاورها يا بني متعددة لكن سنتحدث عن ما يتعلق بالشباب والترفيه.. الترفيهُ ليس ترفاً ولا مجرد لعب بل هو متعةٌ هادفة تبني مهاراتكم وتراعي ميولكم لتكونوا فعّالين ومنتجين بإذن الله تعالى. رسمت خطوطاً لآمالي في رؤية المملكة 2030 ووجدت آمالي في زوايا هذه الرؤية فكراً وتطبيقاً وممارسةً.