هكذا هو الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية.. اعتاد أن يطرق الحديد وهو ساخن، لا يهدأ ولا يرتاح له بال إلا إذا ذهب إلى أبعد نقطة من طموحه الذي تحول إلى طموح لكل السعوديين. لقد برهنت جولته المكوكية وزيارته الميدانية إلى العديد من الشركات المؤثرة ومواقع صناعة القرار في الولاياتالمتحدة الأميركية أنه يملك روحا دؤوبة تفتح الأمل أمام أكثر من 21 مليون سعودي، يحلمون بحياة أكثر إشراقاً ومستقبل آمن، يستند على جدار قوي من القوة والعلم والتقنية. نجح بفكره المستنير وروحه المرحة وذكائه الفطري وحيويته المعتادة في أن يبرم عددا من الصفقات والاتفاقيات التي ستسهم في تنفيذ بنود رؤية 2030، وتؤدي بشكل كبير إلى تسريع آلية عملها، حيث تعد الاتفاقات الموقعة مع الشركات الأميركية العملاقة خير دليل على انتقال رؤية السعودية 2030 من التأطير إلى التنفيذ الفعلي، وركوب قطار الرؤية السريع عبر دخول أو شراكات مع كبريات الشركات كل واحدة في قطاعها. كيف لا؟ وقد رسمت مذكرة التفاهم التي وقعت مع شركة سيسكو سيستمز إنترناشيونال حلم الملايين بالتحول إلى مملكة رقمية، لاسيما أن الشركة الأميركية رائدة في نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجالات التصنيع والصيانة والبحث والتطوير، ويمكن أن تسهم بشكل كبير في تسريع وتيرة التحول الرقمي في السعودية وفق رؤية 2030 التي شددت على إطلاق قطاعات واعدة في قطاع التقنية والمعلومات لنتبوأ مكانة متقدمة في هذا القطاع. والتقى الأمير محمد بن سلمان في سان فرانسيسكو، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا نديلا، لتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى التعاون لتدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة، وستسهم هذه الاتفاقية بالذات في تعزيز حوكمة التحول الرقمي وتهيئة الآلية التنظيمية والدعم المناسب لبناء شراكة فاعلة مع مشغلي الاتصالات بهدف تطوير البنية التحتية التقنية، وسندعم نمو المستثمرين المحليين في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات". وشملت رحلة ولي ولي العهد المكوكية لقاء مهما جداً مع رئيس أكاديمية خان، حيث بحثا الشراكة الأكاديمية بين مؤسسة مسك الخيرية والأكاديمية، لاسيما أن رؤية 2030 تركز على إطلاق منظمات غير ربحية للأسر وأصحاب الثروة بما يسهم في نمو القطاع غير الربحي بشكل سريع، وتهيئة البيئة التقنية المساندة. ولم ينس الأمير الشاب أن يعزز قطاع الترفيه الذي سيشهد نموا كبيرا خلال السنوات المقبلة بالتواكب مع رؤية 2030م، حيث التقى مسؤولي شركة "6 فلاجر" الترفيهية الأميركية، وتم الاتفاق على السماح للشركة بالعمل في المملكة، وتعد الشركة الأخيرة أكبر مجموعة متنزهات ترفيهية في العالم، وبلغ عدد زوار مرافقها خلال عام 2014 نحو 25 مليون زائر، كما تم توقيع اتفاقية لدخول عملاق صناعة النفط شركة داو كيميكال إلى السعودية، وهو ما يأتي متماشيا مع رؤية 2030. وستسهم هذه الشراكات العملاقة التي وقعها ولي ولي العهد في توظيف الشباب السعودي وتوفير التدريب والتطوير المهني في كبريات الشركات العالمية، في ظل ما نصت عليه الرؤية بتوفير مليون فرصة عمل للمواطنين في قطاع التجزئة، حيث ينتظر أن تدخل إلى السعودية مجموعة من العلامات التجارية العصرية المحلية والإقليمية والعالمية.