الكل منا يعلم أن غالبية سكان المملكة العربية السعودية هم من فئة الشباب. والكل يعلم أن بلدنا وشبابنا مستهدفان من دول لا تريد لنا الخير. والكل يعلم أن غالبية المشاكل التي تحدث هنا وهناك هي من فئة الشباب. أما أهم الأسباب فهو الفراغ.. إما بسبب البطالة وعدم الحصول على فرص عمل لمن هم مؤهلون لذلك، وإما بسبب عدم وجود أماكن عامة تحتويهم وتملأ فراغهم كأندية ترفيهية أو مكتبات عامة أو ملاعب رياضية مجهزة ومخصصة لممارسة هواياتهم. وأنا هنا لست بصدد الحديث عن موضوع البطالة فقد أُشبع طرحا ونقاشا ولكني سأتطرق للجزء الآخر من المشكلة وهو ما يتعلق بكل من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والقطاع الخاص ممثلا في رجال الأعمال ببلدنا المعطاء. فأين الرئاسة العامة لرعاية الشباب من ذلك، ولماذا لا تتفاعل وتعمل على (رعاية الشباب) بإنشاء مدن رياضية وملاعب ترفيهية وإعداد برامج توعوية وثقافية تحتوي هذه الفئة الغالية من شباب الوطن وتحميهم من شرور ومخاطر وفتن هذا العصر.. وإذا كانت رعاية الشباب ستعتذر مقدما بعدم وجود مخصصات كافية لمثل ذلك، فأعتقد أن ذلك لا يُلغي دورها ولا يعفيها من المسؤولية ومن الواجب أن تعمل جاهدة على طلب المخصصات اللازمة. كما أن رجال الأعمال من مواطني هذا البلد الغالي لهم دور مفقود تجاه شباب هذه الوطن وهم الذين أُتخمت جيوبهم وخزائنهم بعد فضل الله بخيرات هذا البلد المعطاء.. وإن لم يكن رجل الأعمال السعودي قادرا على تبني مشروع خيري غير ربحي لشباب وطنه بما يعود عليهم وعلى بلدهم بالنفع فأقلها أن يستثمر في الترويح والترفيه عنهم أي بالمقولة العامية (نفع واستنفع) وذلك بإنشاء مشاريع ترفيهية وترويحية وتثقيفية ورياضية لشباب الوطن بمقابل مادي معقول.. لماذا لا نرى أندية متكاملة يوجد بها كل ما هو نافع ومفيد؟ لماذا لا تنشأ مواقع مخصصة للشباب وعلى مساحات كبيرة تحتوي كل متطلباتهم من مقاهٍ ومطاعم وملاعب رياضية وأماكن ترفيهية ومرافق تثقيفية ومسارح لممارسة هواياتهم؟ وقد يتم استقطاب وتوظيف عدد من شباب الوطن بتلك المواقع، ويكون هذا وفاء له وللوطن وشبابه، دمتم في خير.