بعد هذا كله.. ماذا بقي؟.. وماذا بعد؟.. كل شيء ظهر.. وكل خافٍ بان.. وكل مستتّر انكشف.. لم يبقَ في اتحاد الكرة شيء يشوّه كرة القدم السعودية إلا وتسابق بعض أعضائه في إظهاره بلا خجل أو خوف.. كل لجنة من لجانه كان لها نصيب في ارتكاب أخطاء وتجاوز لوائح وقوانين، لم يظهر بها اتحاد سابق كما ظهر به هذا الاتحاد الهش الذي أصابه الوهن والضعف إلى درجة كبيرة.. إلا ما رحم ربي من لجان كالاحتراف التي كانت وحدها تغرد خارج السرب.. وفي أحايين كانت لجنة المسابقات تحاول أن تخطو خطوات وإن لم تصل إلى ما وصلت إليه سابقتها.. عدا ذلك أكاد أجزم بأن البقية كانت في صراع وسباق كبيرين فيما بينها حول من يسقط هذا الاتحاد أولاً، من خلال الأخطاء المتتالية التي كان يقع فيها من حين إلى آخر عبر تجاوزاتهم المتكررة للوائح والأنظمة بشكل لافت، ذهب ضحيتها اتحاد الكرة قارِّياً. ليست قضية منح ناديي النصر والأهلي تراخيص للمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا غير السليمة هي الوحيدة ولا الثانية ولا الثالثة، بل إنها جاءت ضمن سلسلة طويلة من التجاوزات التي ارتكبها اتحاد الكرة عبر العديد من لجانه . اتحادنا - وللأسف - بدا متهالكًا وبلا هوية ، ولم يكن يعتمد على أنظمة واضحة.. حتى أنّ الغالبية من المتابعين لوسطنا الرياضي اعتراهم الكثير من الاستغراب والتساؤلات التي كانت تتناثر بكثرة في كل الاتجاهات.. هل أراد هؤلاء الإطاحة برئيسهم مبكرًا؟.. وهل هناك ممن ينتمون لعضويته يجهلون قوانينه ولوائحه ؟.. وهل هناك من أتى إلى عضويته لأهداف شخصية، أراد أن يحقق من خلالها الوصول إلى مكانة ما.؟.. وهل.. وهل.. وهل...... سلسلة من تلك التساؤلات التي لا تجد إلا إجابة واحدة هي الفشل ..!! قضية بعد أخرى تظهر على الساحة وسط صمت غريب من رئيسه.. الذي يكتفي كغيره ممن هم خارج أسوار الاتحاد بترقب ما ستؤول إليه النتائج، بينما أعضاء اتحاده يتنافسون ويواصلون ارتكاب الأخطاء والتجاوزات الفاضحة التي تجاوزت - وللأسف - حدود الإطار المحلي إلى القاري، ومنه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حتى أصبح من الصعوبة بمكان السيطرة عليها أو حتى الحد من خطورتها..!! لم يتوقف الحال عند تلاعب بالنتائج.. أو أخطاء حكام تسببت في قلب النتائج أو تغيير مجرى بطولات ممن يستحقها إلى من لا يستحقها.. بل إنّ الوضع أصبح أكثر خطورة من هذه وتلك..!! لا شك أنّ هناك مستفيدين من كل ما يحدث من اتحاد الكرة من تجاوزات وعبث وأخطاء ترتكب .. أين الرئيس من كل ما يحدث؟.. نعم الوقت أصبح متأخرًا، بل ما نقوم به لا يعدو سوى "البكاء على الأطلال"؛ فلم يَعُد هناك علاج للمرض الذي استشرى واستعصى علاجه في جسد الاتحاد؛ فأصبح كالجثة الهامدة، بلا حراك.. ولكن نعيد ونكرر: مَن المستفيد من كل ما يحدث من تجاوزات وتعدٍّ صارخ على جسده الهزيل حتى أصبح لا يقوى على الدفاع عن نفسه، وكأنه سفينة تصارع الرياح العاتية وسط بحر جارف لا يرى نهايته في انتظار غرقها..!! حتى أننا لم نَعُد نطالب الاتحاد ورئيسه بالرحيل فقط.. وإن كان وقته قد حان بالفعل كمدة زمنية.. بل إننا الآن نطالب بحل عاجل حتى لا نخسر كل شيء بعد أن خسرنا الكثير.. وبالتالي قد يصبح حالنا كحال اتحادات طالتها عقوبات دولية قاسية.