تعليقاً على ما ينشر في جريدة الجزيرة حول المرأة العاملة فلدينا أزمة أخلاقية أو ثقافية سموها ما شئتم، تتبلور بِتشويه سمعة المرأة العاملة تحديدًا بدون أي دليل فنحن نعلم جميعًا أن المرأة اليوم تعمل ببعض الوظائف جنبًا إلى جنب بجوار الرجل وحتى لو كان كل واحد منهما بمكتب منفرد فلا بد من الاحتكاك بشكل أو بآخر فهذا مجال مختلط ولكن ما شدّني وجعلني أكتب بهذا الموضوع أن بعض الموظفين لو يرى زميلة تقف تتحدث مع زميل آخر سواء كان حديثهما خاصًا بمشكلة ما ويتحدثون كأخوة أو كان فحوى الحديث عن العمل فإننا نجد الزميل المتطفل ولغرض بنفسه سرعان ما يُشيع الخبر أنني شاهدت فلانة تقف مع فلان يتحدثان و.. و.. و.. و، وربما أكثر من التوابل المُفضلة لديه ليتلذذ بأكل لحوم البشر أكثر فأكثر.. يا إخوان من لديه هذا العيب والله هذا ليس بِخُلقِ المسلم فالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) حذر من الغيبة والنميمة ووصف صاحبها كمن يأكل لحم أخيه ميتًا. وقال: «ولا تجسسوا» لماذا تعمل أيها النمام على تشويه صورة زميلك لك، ماذا تقصد وماذا تُريد؟ دع الخلق للخالق هذه ليست صفة دين ولا رجولة ولا أجد في علم المسميات غير أنك نمّام ولا تخشى عقوبة ربك، أترضى أحدًا يذمّ بأهلك؟ أنت لست موكلاً على حراسة الناس ومراقبتهم فمن أحسن فإنما يُحسن لنفسه ومن أساء فعليها فأرجو كلّ الرجاء من كانت لديه هذه الخصلة الذميمة أن يدعها ويشغل نفسه بمعاصيه فهو المحاسب عليها وليس بمحاسب عن معاصي الآخرين فلماذا يُحمّل نفسه أوزار غيره، وغيره يأخذ من حسناته.. بعصرنا الحالي المرأة تعمل مع الرجل فلا ضير في ذلك والنساء شقائق الرجال فلنحسن الظن ولا نسيئه فالتي تبحث عن طريق ملتوٍ لا تتحدث مع زميلها بوسط العمل وأمام الكل فهي تستطيع أن تعمل ما تُريد خارج العمل لو شاءت فلنترك الظنون والإساءة للآخرين قبل فوات الأوان فإننا والله محاسبون على ما نقول فلنطهر ألسنتنا وقلوبنا عن بهتان الآخرين والله ولي التوفيق.