فجر انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا نفسه وسط مصلين أثناء أدائهم صلاة التراويح مساء أول أمس الاثنين في مسجد في منطقة أبو غريب الواقعة على بعد عشرين كلم غرب بغداد ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بحسب ما أفادت مصادر أمنية أمس الثلاثاء. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن الانتحاري «دخل إلى مسجد في قرية البوحريت في منطقة الزيدان وفجر نفسه وسط المصلين، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 28 آخرين». ووقع الهجوم في ساعة متأخرة ليل الاثنين داخل مسجد النور الواقع في منطقة أبو غريب، وفقًا للمصدر. وهذه القرية ليست خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وكان آخر معقل لهم يبعد نحو ستة كليومترات باتجاه مدينة الفلوجة التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها الأحد. وأكَّد مصدر طبي في مستشفى أبو غريب حصيلة الضحايا. ولم تعلن أي جهة مسؤولتها عن الهجوم الذي يحمل بصمات تنظيم داعش. ويأتي الهجوم غداة إعلان القوات الأمنية العراقية الأحد إكمال سيطرتها على مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) التي كانت إحدى أهم معاقل اللإرهابيين في العراق اتهم نائب الرئيس العراقي السابق، ورئيس «ائتلاف متحدون»، أسامة النجيفي، «ميليشيا بدر»، التي يتزعمها عضو البرلمان العراقي، هادي العامري، بقتل مدنيين في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، فيما أكَّدت الميليشيا أنها قتلت عشرات الأشخاص في المدينة، بحجة انتمائهم لتنظيم داعش. وأكَّد النجيفي أن القوات العراقية ألقت القبض على أحد عناصر الميليشيات، لقيامه بإعدام 17 عراقيًّا من المدنيين الفارين من الفلوجة، مضيفًا: «بعد إلقاء القبض عليه تبيّن أنه من فصيل بدر، الذي يعمل ضمن «الحشد الشعبي» وأشار رئيس «ائتلاف متحدون» إلى قيام ميليشيا أخرى بعزل الرجال عن النساء من عشيرة المحامدة في بلدة الصقلاوية، وإعدام 50 منهم، بعضهم أعدم بإطلاق نار مباشر، والبعض الآخر وضع تحت الدبابات والمدرعات. لافتًا، خلال مقابلة متلفزة، إلى اختفاء نحو 700 عراقي من الذين اختطفتهم الميليشيا ورفض النجيفي عمليات الإعدام الجماعي التي تعرّض لها نازحو الفلوجة، مؤكدًا أن «هذه العمليات ليست فردية كما تدعي بعض أطراف «الحشد الشعبي»، مشددًا على أن «الأمر خطير جدًا، ويجب أن يُكشف»، قبل أن يطالب بتشكيل لجنة تحقيق حكومية، للوصول إلى الأطراف المنفذة للجرائم.