واصلت القوات العراقية هجماتها للتقدم باتجاه وسط الفلوجة في إطار هجومها الهادف لاستعادتها من أيدي مسلحي تنظيم داعش حيث تواجه مقاومة عنيفة فيما لا يزال حوالى 50 ألف مدني عالقين في المدينة. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن وجود عشرات آلاف المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة وراء البطء في تنفيذ معركة تحرير المدينة من سيطرة داعش. وأعلن مصدر عسكري عراقي أن القوات العراقية المشتركة قتلت 11 عنصرا من تنظيم داعش عند تحرير إحدى القرى جنوب شرقي الفلوجة 50/ كم غربي بغداد. وقال العقيد أحمد الدليمي من قيادة عمليات الأنبار: إن «القوات الأمنية المشتركة وبإسناد من طيران التحالف الدولي تمكنت من قتل 11 عنصرا من تنظيم داعش أثناء تحرير قرية زوبع 6/ كم جنوب شرق الفلوجة / بالكامل». وعلى صعيد آخر نزحت 24 عائلة باتجاه عامرية الفلوجة بالقوارب عن طريق النهر. وفي السياق، أظهرت صور سربها قائد ميداني بعض قادة ميليشيات الحشد الشعبي وهم يرتدون زي الشرطة الاتحادية ويتجولون في مناطق القتال في الفلوجة. وتظهر الصور قيادات وعناصر اللواء الخامس الخاص من ميليشيا بدر وهم يرتدون زي الشرطة الاتحادية، وبحسب مصدر ميداني، فإنه تم تسليمهم أسلحة ثقيلة وآلية تحت قيادة شخص يدعى العميد حيدر ويُكنى أبو ضرغام كان قائد ميليشيا بدر، ومنحه هادي العامري رتبة عميد في الشرطة وأعاده لقيادة اللواء الخاص وذلك وفا لما نقلته قناة «العربية». يشار إلى أن ميليشيات، بدر وعصائب أهل الحق وسيد الشهداء وحزب الله العراقي والخراساني مدعومة من إيران، وتأتمر بأمر الجنرال قاسم سليماني، وقد أقحمت نفسها بشكل مباشر في معركة الصقلاوية والقرى المحيطة بها، فيما رسم لها خط يقف على مشارف الفلوجة وأطراف الصقلاوية. وكان هادي العامري أعلن قبل أيام أنه سينزع الرئة الثانية للفلوجة وهي الصقلاوية، فيما تبدو تسريبات وصور ربما لإظهار أن الحشد يحقق انتصارات على حساب القوات العراقية وجهاز مكافحة الإرهاب. وبحسب مصادر ميدانية في معارك الفلوجة، فإنه لم يسجل نشاط لطائرات التحالف الدولي خلال اليومين الماضيين في وقت تحدثت مصادر ميدانية عن حركة لعناصر وأرتال تنظيم داعش بين أحياء الفلوجة بغياب طلعات طيران التحالف، ربما يعبر ذلك عن انزعاج واشنطن من انخراط ميليشيا الحشد وتجاوزها الخطوط المرسومة لها. وذكرت المصادر الميدانية ذاتها أن أعدادا من مقاتلي داعش توجهت من جنوب الفلوجة الى شمالها حيث تنتشر ميليشيا الحشد حول الصقلاوية. ويرى مراقبون أن قاسم سليماني يحاول أن يسابق واشنطن لتحقيق حلمه في تحقيق نصر ميداني لم يتمكن من تحقيقه في أي معركة في سوريا أو العراق حتى الآن، وهو ما يعني تجاوز الميليشيات لصلاحياتها في هذه المعركة. الى ذلك أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن رفع العلم العراقي فوق مباني ناظم المفتول غرب الصقلاوية فيما تحاول قوات أخرى التقدم لاقتحام مركز المدينة وعزلها عن مركز الفلوجة. وفي حين تدخل الفلوجة يومها العاشر في المعارك ضد الإرهابيين، تتمركز القوات المشتركة جنوبالمدينة على مسافة أقل من كيلو عن حي الشهداء حيث يتحصن عناصر التنظيم خلف سواتر ترابية وأنفاق مفخخة. وأكدت المصادر العسكرية بأن طيران التحالف دمر عددا منها لفتح الطريق أمام تقدم القوات التي تحاول إنقاذ المدنيين العالقين هناك قبل اقتحام مركز المدينة. أما المحور الشمالي، فيقول عنه الناطق باسم العمليات المشتركة بأن قوات الجيش قد رفعت العلم العراقي فوق مباني ناظم المفتول غرب الصقلاوية بعد معارك عنيفة قتلت خلالها العشرات من عناصر داعش ودمرت لهم أسلحة كثيرة. وأضاف الناطق بأن قوات أخرى تواصل التقدم إلى الصقلاوية وسط مقاومة شرسة من مقاتلي التنظيم لمنع تقدم القوات لما تمثله المنطقة من أهمية في حماية مركز الفلوجة من جهة الشمال. من جانب آخر أفادت عمليات الفلوجة عن استمرار قواتها في إجلاء العائلات من محاور المدينةالجنوبية والغربية والشمالية بعد هروبهم من قبضة التنظيم بسبب انتشار الوحدات العسكرية قرب مركز الفلوجة.