يبدو ترامب مسلياً، وهو يذكرني بشخصية القذافي، فقد أضفى على منافسات الوصول إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية (القطب الأوحد عالمياً) -أضفى- شيئاً من الطرافة وسط عالم يموج بالحدة والصراع والتنافس. * فقد كانت وعوده ومعالجاته لملف الإرهاب أشبه بنكته حين هدد بعدم دخول المسلمين إلى أمريكا متجاهلاً أن في أمريكا 8 ملايين مسلم حسب تقدير آخر إحصاء عام 2013 قام بها كبار الباحثين في المراكز الدينية، إذ ظهر أن الإسلام ثاني عقيدة في أمريكا وأنه في عام 2010 ارتفع عدد المسلمين بواقع مليونين. ومع أن أمريكا لا تحصي العقائد إلا أن هذه الأرقام لابد أن يراعيها من سيقود البلاد. ويهمل ترامب كل هذا ويزاول مهنته في التندر على المسلمين ويطلب منهم أن يصوموا عن قتل بعضهم بعضاً بدلاً من صومهم عن الطعام والشراب، وهي حكمة أجراها الله على لسان أحمق! في المقابل، حافظت كلينتون وزيرة الخارجية السابقة على موقف أكثر رصانة ودعت الأمريكيين إلى «الوقوف معاً» من أجل التصدي للإرهاب، قائلة: «ما يقوله ترامب مهين وهذا دليل إضافي على أنه غير مؤهل وطباعه لا تتلاءم مع القائد الأعلى للبلاد» بحسب تعبيرها. * تبدو هيلاري ذات 68 عاماً محنكة، فهي تقول الإرهاب لا دين له ودعونا نتحد ضده! * بينما يرغي ويزبد ترامب ويطالب بثورة سياسية ليبرالية تحاصر المسلمين وتحرمهم من الاستمتاع بحضارة الغرب! * ولم يبق إلا أن يصرخ في وجوهنا نحن المسلمين ويقول: من أنتم؟! * هيلاري اليوم تتقدم بثقة تحفها دعوات عقلاء العالم وجميع الحقوقيين والنشطاء العالميين، فهي حازمة ورصينة، وامرأة خبيرة في دهاليز السياسة، فقد خاضت معاركها ومعتركها وتبدو قوية الشكيمة، بعيدة النظر، لذا هيلاري لا تلعب بورقة العقيدة، لأنها ورقة خطيرة جداً، ولابد أن تكون بعيدة عن السياسة لأنها ورقة سريعة الاشتعال.