حذرت الملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدة الأميركية 100 ألف طالب وطالبة سعوديين من موجة مظاهرات مناهضة للإسلام قد تحدث في شوارع متفرقة. وتلقت الملحقية معلومات عن احتمال قيام جماعات بتنظيم مظاهرات ضد الإسلام في بعض الولايات الأميركية. وشددت في الوقت ذاته على طلابها بأهمية «توخي الحذر والابتعاد عن أماكن المظاهرات والفوضى التي من الممكن أن تنشأ» ودعت الملحقية السعودية الطلبة، في حال حدوث أي مكروه، للتواصل مع قسم شؤون الرعايا. وأعلنت أن خمس جهات قد تساعد الطالب فيما لو تعرض لمكروه، هي: قسم شؤون الرعايا في السفارة السعودية بواشنطن، إضافة إلى القسم ذاته في القنصلية السعودية في هيوستن (تكساس). كما حددت للطلاب الدارسين في أقصى الغرب وما يجاوره من ولايات الاتصال بالقنصلية السعودية في لوس أنجليس، وسط تدابير إضافية بوضع أرقام الطوارئ في السفارة السعودية بواشنطن. وبدأت الموجات العنصرية المناهضة للإسلام في الظهور بشكل جلي بعد أحداث العنف والتطرف التي وقعت في الأعوام الأربعة الماضية، والتي نفذها منتمون إلى جماعات أصولية متطرفة مثل تنظيم «القاعدة» و«داعش»، ويحظى الأخير بتغطية إعلامية كبيرة ويومية في وسائل الإعلام الأميركية، حتى بات التنظيم الأكثر تطرفاً معروفاً ومتداولاً لدى السكان المحليين بجرائمه في الولايات. ويوجد من بينهم من يحسب تصرفاته على الإسلام. فيما تبرز رواية توصف ب«الوجيهة»، إذ أسهم صعود الأحزاب اليمينية بالعالم، في نشوء خطاب أكثر عداءً للمسلمين. ويربط مراقبون أعمال العنف والإرهاب، التي تنفذها جماعات دينية، بصعود تيارات ذات رؤية دينية متعصبة في عدد من مراكز صنع القرار في الدول الأوربية. بينما يسهم السباق الأميركي نحو البيت الأبيض (استحقاق انتخابات الرئاسة) في خلق أجواء مشحونة، وسط محاولات لجعل الإسلام والمسلمين في أميركا ورقة انتخابية بين المتنافسين في الحزبين الأكبر، إذ أظهر أحد أبرز مرشحي الحزب الجمهوري رجل الأعمال الشهير دونالد ترامب، تجاهله الإساءات التي توجه إلى المسلين من أحد مناصريه، بعد أن تقدم له بسؤال عنصري تجاه هذه الشريحة، ما خلق موجة انتقادات ضد ترامب من منافسيه. وتستمر تلك السباقات بين المترشحين، إذ ظهر أحدهم مؤكداً «استحالة أن تقبل الأمة الأميركية رئيساً مسلماً»، ما أثار تساؤلات كثيرة عن جدية بعض المتسابقين في تجنب الاستقطاب الديني. واتهمت المرشحة الديموقراطية لرئاسة الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون منافسين لها ب«تأجيج التعصب والعنصرية» التي وصفتهما في مقابلة تلفزيونية ب«الجنون».