تعد البيئة الإيجابية التي يعيش فيها المبدع، من أهم الشروط التي تحقق له طموحه الإبداعي، وتوصل رسالته للمجتمع. أما إذا كانت البيئة سلبية، فإنه من النادر جداً، أن يتم اكتشاف مواهب المبدعين الذين يعيشون فيها، وربما لو تم اكتشافها، فإنها ستُقتل في مهدها. الطفلة غلا عبدالله الخالدي، من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها لم تقف عاجزة أمام هذا الظرف، بل تجاوزته، لتحقق لنفسها ما لم يستطع أطفال آخرون تحقيقه. أرادت غلا أن تكون أول «موديل» لعرض الأزياء الخاصة بالصغيرات في مثل سنها، وتحقق لها هذا الأمر. ولم تقف عند هذا الحد، بل أصرت على أن تكون صاحبة مبادرات اجتماعية انسانية، وحصلت فعلاً على لقب أول سفيرة للنوايا الحسنة «للإصرار والعزيمة» في العالم من ذوي لاحتياجات الخاصة من قبل «منظمة اتحاد البرلمان الدولي التابع للأمم المتحدة». وبهذه المناسبة، كرمها الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض بمركز الملك فهد الثقافي، وهو التكريم الثاني بعد اختيارها سفيرة مرض سرطان الثدي لدعم ونشر الوعي بالكشف المبكر والعلاج في السعودية برعاية مؤسسة زهرة «لسرطان الثدي». هل تمكنت غلا الخالدي، أول طفلة «موديل» على كرسي متحرك في الخليج، وأميز ناشطة في مجال خدمة المجتمع، من الوصول إلى ما وصلت إليه وحدها؟! لا؛ كانت هناك أسرتها الواعية، التي اكتشفت موهبتها، ومهدت الطريق لبروزها. ولولاها، لما حققت غلا، كل هذا الإنجاز.